خاص، نيوزيمن:
لم تحول القاطرة التي تركها قائدها في وسط الشارع الرئيس الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة الحديدة، وتحديدا في منطقة بيت الزوار الفاصلة بين الحيمة الداخلية والخارجية في محافظة صنعاء من إقامة أنصار تكتل اللقاء المشترك لمهرجانهم الذي يأتي في إطار حملة المشترك وشركاؤه المناهضة لسياسة حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وإدارته للسلطة وكذا إجراءاته الإنفراية والتحضير للإنتخابات البرلمانية المقبلة.
قاطرة المؤتمر:
فقد تفاجأ أنصار المشترك في مديريات حراز وصعفان والحيمتين وبني مطر اللذين يحضرون لإقامة مهرجان في مديرية بني منصور من محافظة صنعاء بوجود قاطرة، تركها قائدها في وسط الشارع الرئيس الذي يربط صنعاء بمحافظة الحديدة وحال دون مرور موكب الأنصار من الوصول إلى محل إقامة المهرجان في بني منصور، لكنه ذلك الإجراء الذي اتهم فيه الحزب الحاكم لم يحول دون إقامة المهرجان، وتنفيذ ثلاث مهرجانات أخرى حضرتها مجاميع كبيرة من أعضاء وأنصار تكتل اللقاء المشترك في تلك المناطق، يحمل أعداد كبيرة منهم سلاح الكلاشنكوف.
تتحدث رواية الأنصار أن المؤتمر الشعبي العام هو من وضع تلك القاطرة في طريقهم، في خطوة منه لإفشال المهرجان، كما تشير مصادر (نيوزيمن) أن أعضاء المشترك المحتفين بالمهرجان كانوا ينون إبعاد القاطرة عن طريقهم بواسطة إطلاق النار عليها من سلاح البازوكا، لكن توجيهات القيادة العليا للمشترك في صنعاء حالت دون ذلك وألزمتهم بعدم المساس بالقاطرة التي راح البعض يكسر مصابيحها الأمامية.
الأمان ساحة للمشترك:
وفي ساحة قريبة من سوق الأمان الجديد اختارها المشترك لتكون ميدانا لإقامة مهرجانه، احتشد الألوف من أنصاره، وهم يحملون العلم الوطني ولافتات مخطوط عليها شعارات تندد بالتعديلات الدستورية وتعتبرها انقلابا على ثورتهم وجمهوريتهم ووحدتهم، و" كلنا ضد الفساد"، و"يا مشترك سير سير نحن معاك نحو التغيير"، و" نحن ورائك يا تونس المفسد لازم يخلس" لا لتأبيد الدستور، يصاحبها هتاف بالتكبير.
كما شاركت في مهرجان الأمان قيادات من المجلس الأعلى للقاء المشترك على رأسهم القيادي في حزب البعث العربي الإشتراكي ( نائف القانص) وعضو مجلس النواب الإصلاحي ( عبد الملك القصوص ممثلا عن الكتلة البرلمانية للمشترك والعلامة محمد مفتح ممثل عن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني.
لكن الأخير والذي جاء ليلقي كلمة عن اللجنة التحضيرية تفاجأ بوجود ما سماه تغييرات في برنامج المهرجان لم تساعده في إلقاء كلمته، مبديا أسفه لتلك التغيرات التي طرأت على البرنامج ولمصلحة حزب واحد هو التجمع اليمني للإصلاح.
القانص وقاطرة السرق:
وفي كلمته أشار القيادي في المشترك ( نائف القانص) إلى أن القاطرة التي حالت دون إقامة مهرجان المشترك في مديرية يني منصور والتي تعمد المؤتمر الشعبي العام بوضعها دليل "دليل ضعف وجبانة" ، إضافة إلى كونه أسلوب للسرق وقطاع الطرق، لافتا إلى أن "المؤتمر لا يستطيع أن يحشد ربع ما هو في ساحة مهرجان المشترك بالإرادة الشعبية الطالبة للتغيير".
وهاجم القانص السلطة وممارساتها الإنفرادية وفساد نظامها، مؤكدا أن أنصار المشترك هم من سيحاكمون الجلاد والنهاب وقاطع الطريق الذي ارتكب الجرائم بحق هذا الشعب العظيم، كما أنهم هم " ومن سيعيد لليمن تاريخها"، متحدثا عن " فتنة تخطط لها السلطة والتي رأيناها بأم أعيننا في صعده وما نراه اليوم في المحافظات الجنوبية من هدر للدماء والمال العام وتسيب في المؤسسات الدستورية والإنقلاب على الثورة والوحدة والدستور والسعي إلى تأبيد الكرسي ونقض العهود والإتفاقات الموقعة بين أطراف المنظومة السياسية في اليمن.
انتحار سياسي:
واعتبر قيام الحزب الحاكم بالمضي منفرد بالتحضير للإنتخابات وإقرار التعديلات الدستورية " انتحار سياسي للسلطة المتهالكة التي لا تعتبر بما جرى في السودان وما جرى في من ثورة عظيمة في تونس"، مرددا معه شعار " لا للظلم لا للفساد لا للإستبداد لا لتصفير العداد لا لخلع العداد لا لمن زور إرادة الشعب ويريد أن يستمر في هذا التزوير بانتخابات مزورة سلفا"، مؤكدا أن " الشعب لن يكون شاهد زور مرة أخرى".
وفيما قال بأن " شمس الحرية أشرقت من تونس الأبية "، أكد القيادي في المشترك بأنها " اليوم تشرق من اليمن والتغيير لا محاله".
عورة المؤتمر:
من جهته اعتبر رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في صنعاء (علي السياني) ما حصل من قطاع طريق للشارع الرئيس الذي يربط الحديدة بصنعاء اليوم "دليل على أن هذا النظام لا يقبل بالآخرين أبدا"، وأضاف" هذا في مهرجان فكيف سيتحمل الإنتخابات" وأن " هذا دليل على ضيق نفسه بالآخرين"، مشيرا إلى أن ما حصل اليوم من المؤتمر الحاكم بقطع الطريق " يكشف عن عورته الحقيقية"، وعمليا يؤكد ضيقه بالآخرين.
وأشار إلى أن " الحاكم يمر بالبلاد إلى الظلمات وإلى طريق مسدود"، كما يريد أن يرجع باليمن إلى " ما قبل الثورة والوحدة"، داعيا النظام الحاكم بأن يترك الشعب لإصلاح نفسه بعد أن فشل في إدارة البلد وإصلاحه في مختلف المجالات، كما دعاه إلى الرجوع إلى طاولة الحوار لما فيه مصلحة الأمة والبلد، وألا يستمر في المضي لوحده.
القصوص وشهداء صعده:
أما القصوص فاستفتح كلمته المطولة بتلاوة آية " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاء"، والتذكير ما حدث الجمعة الماضية في تونس من خلع رئيسه " زين الفاسدين"، حسب تسميته، متحدثا عن حاكم بلاده الذي " يضع الأزمات تلو الأزمات"، وأنه " صانع الأزمات بامتياز".
وراح القصوص يتحدث عن الأزمات التي صنعها المؤتمر الشعبي طيلة حكمه بدأها بالتذكير بأزمة صعده وحروبها الست التي قال إنه راح ضحيتها 10 آلاف شهيد و أكثر من 30 ألف جريح"، وآخرها الأزمة السياسية بين المؤتمر الشعبي الحاكم وتكتل المشترك ولجنة الحوار الوطني التي يرجع جوهرها إلى " سيادة الإستبداد والطغيان على مذهب ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"، لافتا إلى أن ظواهر تلك الأزمة هو انقلاب المؤتمر الشعبي العام على اتفاق 23 فبراير عام 2009م، واتفاق 17 يوليو 2010م، أخيرا تشكليه لجنة الإنتخابات العليا من طرف واحد.
تعديلات مشوهة مدى الحياة:
وفي سياق حديثه عن التعديلات الدستورية والتي وصفها بـ"المشوهة"، أكد عضو مجلس النواب أنها لا تعدوا عن كونها سعي من المؤتمر " لاستمرار الفساد والظلم والإستبداد والفقر والجهل"، كما " يسعى الحاكم للتمديد لنفسه مدى الحياة بعد أن حكم 33 عاما من الحكم الشمولي والمستبد المستأثر بالسلطة والثروة، مخاطبا جماهير الحيمتين وصعفان وحراز بأن " الإنتخابات النزيهة هي الطرق الوحيد الآمن للتغيير نحو الأفضل"، معبرا عن رفضه وجماهير أنصار المشترك التأبيد والتوريث لمنصب الرئيس.
وبمقابل ذلك الرفض، تحدث القصوص عن أن رجال الإصلاح و قيادة المشترك يقودون اليوم مسيرة الأحرار، مسميا منهم عبد الوهاب الآنسي والراحل فيصل بن شملان وحميد الأحمر وسلطان العتواني وفتحي العزب، وغيرهم كثير قال إنهم " قادرون لقيادة مسيرة اليمن نحو التغيير الأفضل والعزة والكرامة والرخاء"، داعيا الحاكم ممثلا في " الأخ الرئيس علي عبد الله صالح بأن يرجع إلى الحق وإلى طاولة الحوار مع المشترك على أساس اتفاق 23 فبراير وخارطة الطريق التي صاغتها اللجنة الرباعية والرجوع عن كل الخطوات الإنفرادية المخالفة للدستور التي تصير بالبلد إلى مصير مجهول.
البيان الختامي وخاتمة البرع:
أما البيان الختامي الصادر عن المهرجان فاقتصر مطالبه على أربعة، حددها في إقامة حوار وطني شامل وجاد لإنقاذ البلاد من أزماتها، ورفض إجراء الإنتخابات أو التعديلات الدستورية من طرف واحد، ومطالبة بترخيص الأسعار والتراجع عن الجرعات السعرية، مؤكدا في خاتمتها مباركته لجهود المشترك واللجنة التحضيرية للحوار الوطني.
ومع انتهاء فقرات المهرجان حتى قرعت الطبول وارتفعت أصواتها ليلتف حولها عدد من المشاركين يرقصون البرع، غير آبهين بالأزمات التي تحدثت عنها الكلمات، أو تعكر مزاج النشوة والفرح لديهم بانتهاء مهرجانهم السلمي.
ومع قفول موكب أنصار المشترك، كان بعض الموالين والمنتمين لحزب المؤتمر الشعبي العام يقفون على قارعة الطريق وهم يحملون صورا للرئيس علي عبد الله صالح، مرددين ، ياعلي.
أما في منطقة الصباحة فقد تسببت كلمة تونس في احتجازنا لفترة لا تزيد عن 10 دقائق، بعد أن
لم يملك ( عبد الكريم) موصلنا إلى مكان إقامة المهرجان نفسه ليحي أفراد الأمن المرابطين بقوله حيا الله الجيش اليمني التونسي، ليتم إيقافنا بعد ذلك وتقديم بلاغ بنا، وتنتهي القصة بقدرة قادر.
رد مع اقتباس
المفضلات