عمان - سمر حدادين - قال المفوض العام للمركز الوطني لحقوق الإنسان محي الدين توق أنه تم رصد ما يزيد عن 3000 حالة انتهاك لحقوق الطفل خلال العامين الماضيين، تبين بعد تحليلها أن أكثر من 90% منها سببه المباشر العنف الأسري.
وبين أمس خلال حفل إطلاق قصة (مدينة الأطفال) أن انتهاك حق الطفل له عواقب وخيمة، تعيق بقاءه ونماءه وتلحق أفدح الأضرار بالمجتمع، لافتا إلى أن قدرا كبيرا من العنف الموجه ضد الأطفال يمارس علنا وفي الخفاء، ويحظى بعضه بموافقة المجتمع.
ويأتي الحفل ضمن فعاليات مشروع (حماية الأطفال من العنف الأسري)، وهو مشروع ينفذه المركز الوطني بالتعاون مع شبكة المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الطفل (إيدك معي)، ويهدف المشروع الذي ينفذ بدعم من سيادة القانون وبتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى رفع مستوى معي صناع القرار والمجتمع الأردني، والدفاع عن حقوق الأطفال، والحد من ظاهرة العنف الأسري.
وأشار توق في كلمته إلى أن العنف ضد الأطفال له أنماط متعددة منها العنف الجسدي واللفظي والنفسي والجنسي والاجتماعي وغيره، وبمستوياته الطفيفة والمتوسطة والشديدة، منوها إلى أن أكثر حالات وفيات الأطفال المعنفين كان سببها المرض (حرمانهم من حق في الصحة) وحوادث السير والسقوط، والحروق والغرق الناجمة عن الإهمال، إضافة إلى جرائم القتل العمد.
وأوضح أن ردود أفعال الأطفال حيال العنف الموجه ضدهم في البيت، تشمل: الحزن والخجل والتوتر والارتباك والخوف والاكتئاب وتدني تقدير الذات والأفكار الانتحارية، والعزلة والتأخر في النمو، وظهور السلوك العدواني.
ولا تقتصر هذه النتائج بحسب توق على من تعرض من الأطفال للعنف بشكل مباشر، بل تعداه إلى أولئك الأطفال الذين تعرضوا له بشكل غير مباشر من خلال مشاهدته في الأسرة التي ينتمون إليها.
وتناول توق في كلمته جهود المركز الوطني في حماية الأطفال من العنف، إذ بين أن المركز رصد حالات العنف واختفاء الأطفال، كما رصد حالات مئات من الأطفال العاملين حيث تبين أنهم يتعرضون لأشكال عديدة من العنف الجنسي والجسدي واللفظي في أماكن العمل.
وأشار إلى أن المركز أطلق في آب 2008 شبكة وطنية تضم 37 مؤسسة مجتمع مدني ومنظمة غير حكومية من محافظات المملكة كافة، تحت اسم (شبكة إيدك معي)، وتعمل تحت مظلة المركز، لافتا إلى أن الشبكة رصدت أكثر من 3000 حالة العنف ضد الأطفال منذ تأسيسها.
وقال توق أن ثقافة المجتمع المدني وبعض موروثنا الثقافي، وعدم انسجام التشريعات الوطنية ذات الصلة بحقوق الطفل مثل قانون العقوبات وقانون الأحداث وقانون التربية والتعليم وغيرها، حال دون وصولنا إلى بلوغ غاياتنا في حماية أطفالنا، رغم أن الأردن طرف في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل منذ عام 1991
وأشار إلى أن المركز وخلال تنفيذه فعاليات مشروع حماية الأطفال من العنف الأسري، تعاون مع نقابة الفنانين لتوظيف الدراما المسرحية في تعليم مباديء ومفاهيم حقوق الطفل للأطفال المستهدفين في المشروع.
ونسق المركز مع وزارة الثقافة لتكليف الكاتب محمد جمال عمرو بكتابة قصة مدينة الأطفال، إذ تناولت عددا من الحقوق الخاصة بالطفل سردها الكاتب من خلال أحلام بطل القصة الطفل سعيد وصديقته النجمة، اللذين يمران بالأطفال في ساحة الحرية ويعبران عن آرائهم بالكلمة النثرية والشعرية والغناء والرسم.
من ناحيته قال مدير مشروع سيادة القانون والتر كوينسر أن تطبيق مبدأ سيادة القانون أساسه حماية الأفراد داخل المجتمع، وبالتالي فإن أطفالنا الذين يعدون جزءا لا يتجزأ من هذا المجتمع هم الاجدر بالحماية والاحترام كونهم الأكثر عجزهم.
وأفاد مدير مكتب الديمقراطية والحكم الرشيد في الوكالة الاميركية للتنمية الدولية جورج القرعة، بأن حفل إطلاق قصة «مدينة الأطفال» جاء إيمانا بأهمية تناول هذه القضية الخطيرة، وإدراكا لأهمية التوعية بحقوق الإنسان، للحفاظ على حقوق الطفل ووقف العنف ضد الأطفال.
وقدم الطفلان رشيد خليفات ونادين سعيدات باسم أطفال الأردن توصيات ومطالبهم لحمايتهم من العنف، أبرزها دعم الكتاب والأدباء للتأليف في مجال أدب الطفل عامة وحقوق الطفل خاصة، وتوجيه وسائل الإعلام المسموعة والمطبوعة والمرئية لخدمة الطفولة في المجالات كافة، وتخصيص يوم في العام لإقامة ورش عمل في المدارس كافة يشارك بها المجتمع المحلي ضمن مشروع حماية الطفل من العنف الأسري.
ودعا الطفلان إلى توفير وسائل الترفيه التربوي الثقافي في مدارسنا، وتوجيه التعليم لتنمية شخصية الطفل ومواهبه وإعداده لممارسة حياة منتجة ونشطة في المستقبل.
وخلال الحفل قدمت مديرة مشروع حماية الأطفال من العنف الأسري مرام الربضي عرضا تعريفيا إلكترونيا عن المشروع.
وقامت الفنانة أسماء مصطفى بتقديم قراءة مسرحية للقصة، ووقع كاتب القصة محمد جمال عمرو نسخ القصة للحضور، وستوزع القصة على المدارس ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بحقوق الطفل، وتبع الحفل افتتاح معرض لرسومات الأطفال، حيث عرض عدد من اللوحات الفنية المختارة التي أعدها الأطفال الذين شاركوا في ورش عمل المشروع والتي سلطت الضوء على عدد من حقوق الأطفال.
رد مع اقتباس
.gif)
المفضلات