(الساحر الصغير) ميسي لم تلحق به لعنة (الكرة الذهبية)

[محمد الدراوشه]

منتخب التانجو «الخاسر الأكبر» .. وبرشلونة ينصر لاعبيه

عمان - منير طلال- عندما ودع المنتخب الارجنتيني نهائيات كأس العالم الأخيرة بخسارة مذلة وقاسية أمام الماكينات الألمانية «اربعة سلندر» ، خرجنا في «الرأي» بتحليل مفاده ان ما حل بمنتخب التانجو لم يحدث الا بسبب لعنة الكرة الذهبية التي كان يملكها ليونيل ميسي «الساحر الصغير».
وشبهنا وقتها تلك اللعنة بـ «لعنة الفراعنة» لغز غامض، هذا أقل ما توصف به أسطورة لعنة الفراعنة التي رسخت في أذهان عاشقي الحضارة المصرية والباحثين، معتبرين انه ليس غريبا خوف الناس قديما من دخول الأهرامات أو الاقتراب من «أبو الهول».. خوفا من الغموض الذي يكتنف الحوادث المفزعة التي يشاع أنها أدت لوفاة عدد كبير ممن تجرؤوا على فتح مقابر الفراعنة.
وجزمنا ان لعنة «الكرة الذهبية» أصبحت عقدة من الصعب فكها، وفأل شؤم على من ينالها، وعلى منتخب بلاده، مستندين في ذلك الى السوابق التاريخية، الا انه في حصيلة الامر فان منتخب الأرجنتين كان الخاسر الاكبر عندما اقتصرت تلك اللعنة عليه، فيما كان فريق برشلونة مجددا هو من ينقذ لاعبيه من تلك اللعنة، حيث ان الوحيد الذي احتفظ بها رغم خسارة بلاده كأس العالم كان «الهولندي الطائر» يوهان كريف لاعب برشلونة أيضا في تلك الفترة.
الليلة قبل الماضية لم تكن عادية على الاطلاق، فخلال الحفل الخاص الذي اقيم في مدينة زيورخ السويسرية، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن احتفاظ نجم نجوم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسِّي بجائزة الكرة الذهبية وهو الذي نالها العام الماضي عن كل جدارة واستحقاق بعد الاداء المتفوق الذي حققه مع برشلونة ونيله معه سداسية تاريخية بالحصول على الدوري والكأس الى جانب دوري ابطال اوروبا واندية العالم والسوبر المحلي والاوروبي.
الا ان بريقه خفت العام الماضي بعدما فشل في هز شباك المنافسين بعد خوضه خمس مباريات كاملة في كأس العالم 2010 ولتبقى حصيلته في المونديال خلال مشاركتين هدفا وحيدا جاء امام صربيا في 2006 ولم ينجح في قيادة بلاده ابعد من الدور ربع النهائي، وبناء على ذلك فانه لم يكن يملك حظوظ زميليه في النادي الكتالوني انييستا وتشافي وهما مهندسا خط الوسط في الفريق ومنتخب بلدهما اسبانيا بطلة العالم، لكن حدثت المفاجأة ونال ميسي اللقب مجددا.
اما السوابق التاريخية فهي ومع استعراض إطلاق الكرة الذهبية، لم تكتمل في أي منها الفرحة بالنسبة إلى أفضل لاعب بحسب استفتاء «فرانس فوتبول»، رغم أن بعض المنتخبات عُدت مرشحة فوق العادة لرفع الكأس الذهبية استناداً إلى أنّها ضمت بطل الجائزة العزيزة.
لا بل الأسوأ بالنسبة إلى هؤلاء أنهم خسروا المونديال ثم غالباً خسروا الكرة الذهبية لمصلحة لاعب قاد بلاده إلى اللقب، ويعد الفريدو دي ستيفانو أبرز نجم لم يشارك في كأس العالم ونال الجائزة في 1957.
توقفت مسيرة المنتخب الايطالي عند الدور الاول لمونديال تشيلي 62 حيث لم يتمكن من بلوغ الدور الثاني رغم وجود عمر سيفوري ضمن صفوف المنتخب وهو الحائز على الكرة الذهبية عام 61.
النجم البرتغالي أوزيبيو «الفهد الاسود» الفائز بهذه الجائزة عام 1965، توج هدافاً لمونديال 1966 (9 أهداف)، لكنه عجز عن تخطي عقبة الإنجليز في الدور قبل النهائي، ليفوز أصحاب الضيافة باللقب وتنتقل الكرة الذهبية من يدي «الفهد الأسود» إلى أحضان «السير» بوبي تشارلتون.
في مونديال المكسيك 1970 قاد الحائز على الكرة الذهبية جياني ريفيرا منتخب بلاده ايطاليا الى الدور النهائي دون ان يتمكن من تحقيق الفوز معه، والذي كان لصالح «رفاق» بيليه البرازيل وبنتيحة قاسية 1-4.
«الهولندي الطائر» يوهان كرويف الحائز على الجائزة قاد بلاده الى نهائي مونديال 74 فخسر النهائي أمام الألمان 1-2 ورغم ذلك يسجل له انه الوحيد الذي حافظ على الكرة الذهبية رغم الخسارة، وغابت الدانمارك عن مونديال الأرجنتين 78 ليحرم حامل الكرة الذهبية لعام 77 الن سيمونسن من المشاركة.
وفي مونديال 82 دخل الالمان كابرز المرشحين حيث نال اللقب افضل لاعب كارل هاينز رومينيجه وبلغوا الدور النهائي الذي شهد سقوطهم امام الطليان ورفاق باولو روسي 1-3، ولينتزع روسي الكرة الذهبية عن جدارة واستحقاق.
وجاء الدور على فرنسا في مونديال 86 وكان نجمها ميشال بلاتيني يسيطر على الكرة الذهبية ثلاثة أعوام متتالية (1983 و1984 و1985) الا ان خروج فرنسا جاء من الدور قبل النهائي امام المانيا 0-2 ولتحل فرنسا بعد ذلك في المركز الثالث على حساب بلجيكا 4-2.
وفي مونديال ايطاليا 90 دخلت هولندا كأكبر المرشحين باعتبارها نالت امم اوروبا 88 وتملك افضل لاعب لعامين متتالين 88 و89 ماركو فان باستن، الا ان الخروج جاء امام المانيا 1-2 في الدور الثاني ليرضخ للامر الواقع وينال الالماني لوثر ماتيوس الكرة الذهبية.
جاء الدور على ايطاليا في مونديال اميركا 94، روبيرتو باجيو نال الكرة الذهبية عام 93 وبلغ المشهد النهائي امام البرازيل، بعد انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي اطاح باجيو بركلته الترجيحية ولتفوز البرازيل باللقب.
كل الانظار كانت تتابع رونالدو الحائز على الكرة الذهبية قبل مشاركته مع بلاده في مونديال فرنسا 98 ورغم بلوغ النهائي الا ان البرازيل خسرت بقسوة امام فرنسا بقيادة زين الدين زيدان 0-3، ليتسلم «زيزو» الكرة الذهبية.
بعد ذلك، جاء الدور على الفتى الذهبي الانجليزي مايكل اوين ليدخل مونديال 2002 وهو حائز على اللقب فخسرت انجلترا في ربع النهائي امام البرازيل 1-2، واستمر تألق رفاق رونالدو الذين نالوا اللقب العالمي بتغلبهم على المانيا 2-0 وتوج في نهاية الامر رونالدو بالكرة الذهبية.
ونال البرازيلي رونالدينيو اللقب في 2005 الا ان منتخب بلاده البرازيل لم يستطع المحافظة على لقبه، وخرج من مونديال المانيا 2006 من الدور ربع النهائي على يد فرنسا 0-1، ونالت ايطاليا اللقب العالمي بفوزها بركلات الترجيح على فرنسا وتوج قائدها كانافارو بالحذاء الذهبي.

[الاسطورة]

شكرا لكل جديد
وفقك الله


اختكم بالله

[محمد الدراوشه]