قررت الرابطة الوطنية لكرة القدم تأجيل كل مباريات كرة القدم التي كانت مقررة يومي الجمعة والسبت بالعاصمة الجزائرية، تحسبا لتجدد الأحداث التي عرفتها البلاد مؤخرا. ويأتي ذلك بينما ساد هدوء مشوب بالحذر أحياء العاصمة الجزائرية والولايات الأخرى وسط استمرار الاستنفار الأمني.
وأعلنت الرابطة أنها أجلت مباراتين لجمعية الشلف المتصدر مع مضيفه اتحاد الجزائري صاحب المركز العاشر، واتحاد الحراش مع مولودية وهران.
وعززت السلطات الإجراءات الأمنية منذ صباح الجمعة في الأحياء الشعبية الحساسة بالعاصمة، وخاصة بالقرب من المساجد والمرافق العمومية، تحسبا لوقوع احتجاجات عقب صلاة الجمعة.
وذكرت مصادر أن عناصر الشرطة تلقت تعليمات بالانسحاب من مواقعها التقليدية، وتفادي المواجهات مع المتظاهرين قدر المستطاع حفاظا على عدم سقوط ضحايا.
ومن جهة أخرى، توقفت حركة النقل بالقطارات بين الضواحي الجزائرية، بينما تقلصت حركة السير عبر وسائل النقل الأخرى بشكل كبير قبيل صلاة الجمعة وخاصة بعض الأحياء الشعبية مثل الحراش وباش جراح وبلكور وباب الواد.
كما سارع السكان إلى قضاء احتياجاتهم ومستلزماتهم قبل منتصف النهار من المحلات التي أبقت أبوابها مفتوحة لضمان تقديم الخدمات الأساسية.
وكانت تلك الأحياء وأخرى بالعاصمة وببعض الولايات قد شهدت منذ ثلاثة أيام احتجاجات متواصلة تحولت إلى مواجهات مع قوات الأمن التي استعملت الغازات المدمعة لتفريق المحتجين الذين أحدثوا بدورهم خسائر ببعض المرافق.
جرحى
واندلعت الاحتجاجات تنديدا بالارتفاع المفاجئ في أسعار بعض المواد الأساسية مثل الزيت والسكر. وأفادت مصادر رسمية بسقوط 18 مصابا من رجال الشرطة و82 من المواطنين في وقت تم اعتقال عشرين آخرين.
وعقب تلك الأحداث أعلنت وزارة التجارة أنها ألغت شروطا فرضتها على المستوردين وتجارِ الجملة وتسببت في ارتفاع أسعار سلع أساسية. كما أثارت هذه الإجراءات احتجاجات في عدد من المدن في الجزائر.
وأرجعت الحكومة ارتفاع الأسعار إلى ما سمته الاختلال في آليات توزيع المواد الغذائية، وبدرجة أقل إلى التهاب أسعارها في السوق الدولية. كما وصف التلفزيون تلك الأحداث بأنها أعمال "تخريب" وتساءل "من المستفيد منها؟"، في إشارة إلى أن هناك جهات -لم تسمها السلطات- تحركها، موضحا أن أعمار من شارك فيها تتراوح بين 16 و18 عاما.
شباب شاركوا في الاحتجاجات بالعاصمة (الأوروبية)
تحذير
ومن جهة أخرى، دعت فرنسا اليوم الجمعة رعاياها في الجزائر إلى الحذر والالتزام بالإجراءات الاحتياطية بسبب ما سمته احتمال تجدد الاحتجاجات في أحياء أخرى من الجزائر.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن الجزائر ''توجد في الموقع البرتقالي'' ضمن التحذيرات الموجهة للرعايا الفرنسيين المنشورة بموقع الخارجية الإلكتروني. ويعني ذلك، وفق الناطق، أنه ''لا ينصح بالتنقل إلى هذه المنطقة إلا في حالة الضرورة القصوى''.
المصدر: وكالات+الجزيرة
المفضلات