اسلام اباد(ا ف ب) -قتل سلمان تيسير حاكم البنجاب اهم الولايات الباكستانية سياسيا، برصاص اطلقه عليه احد حراسه في اسلام اباد امس، وذلك على ما يبدو بسبب معارضته للقوانين التي تعاقب على ازدراء الاديان.
وكان تيسير احد اكثر الاصوات السياسية اعتدالا في حزب الشعب الحاكم في باكستان الذي يواجه ازمة سياسية اثر انسحاب حليفه الاصغر في الائتلاف من الحكومة الاتحادية.
وقد عبر علنا عن مواقف معادية لطالبان وناشطين اسلاميين آخرين في شمال غرب البلاد تمكنوا من شن هجمات في البنجاب في السنوات الاخيرة، ومؤخرا ضد قوانين تنص على معاقبة ازدراء الاديان.
ودعا رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني مؤيدي حزب الشعب الى «التزام الهدوء» لاتاحة اجراء تحقيق مناسب، بينما اعلنت الحكومة الباكستانية الحداد الوطني ثلاثة ايام. واكد وزير الداخلية رحمن مالك ان الجاني هو احد حراسه الشخصيين.
واضاف «لقد اعترف بانه قتل الحاكم لانه ندد بالقانون المتعلق بازدراء الدين. واعترف بجريمته وسلم سلاحه الى الشرطة بعد الهجوم».
ووقع الحادث في احد الاحياء الرئيسية في العاصمة قرب سوق كوسار الذي يقصده اغنياء باكستانيون واجانب. وجاء الهجوم في يوم مشمس استغله مرتادو السوق للجلوس في المقاهي القريبة.
وذكر شهود عيان في مكان الهجوم، ان الدماء ما زالت تغطي الارض التي انتشرت فيها بقايا الذخائر. وقال المسؤول في الشرطة لياقت علي نيازي ان سلمان تيسير «قتل».
وبحسب رئيس ادارة العاصمة امير احمد علي فان تيسير توفي في المستشفى بعد اصابته في الهجوم.
وقال شوكت (28 عاما) العامل في المنطقة «كنت في السوق وسمعت اطلاق النار (...) وبعد ذلك عندما كنت ابحث عن ملاذ رأيت الشرطة تعتقل شخصا يرتدي بزة عسكرية». واضاف «بعد ذلك قال مسؤولو الشرطة انه المهاجم».
وطوقت الشرطة وقوى مكافحة الارهاب المنطقة واغلقت السوق بعد الهجوم. وقال صحافي من وكالة فرانس برس ان سيارة تويوتا فضية اللون كانت متوقفة بعد تضرر احدى عجلاتها بينما انتشرت الدماء في مكانين.
وقال مكتب رئيس الباكستاني ان جيلاني «امر باجراء تحقيق على مستوى عال في الحادث وتقديم تقرير في اقرب وقت ممكن»، مؤكدا ان «الجناة سيحالون الى القضاء».
وتيسير من الاصوات المعتدلة في حزب الشعب الذي يواجه ازمة سياسية كبيرة منذ فقداته الاغلبية البرلمانية الاحد.
وصنع تيسير ثروة من عمله في المحاسبة قبل ان يؤسس شركات استشارية ثم شركات للبورصة والاستثمار في الاتصالات والاعلام والقطاع العقاري قبل ان ينتقل الى العمل السياسي. وكان وزيرا للصناعة والانتاج في عهد الرئيس العسكري السابق برويز مشرف من 2007 الى 2008.
وهو عضو منذ زمن طويل في مجلس ولاية البنجاب وعين من قبل الائتلاف الحكومي حاكما في 2008.
من جهة اخرى ، اكدت الحكومة الباكستانية المهددة بازمة سياسية مع احزاب المعارضة امس ان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري سيقوم الاسبوع المقبل بزيارة الى الولايات المتحدة.
واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية عبد الباسط ان زرداري سيحضر في 12 كانون الثاني حفل تأبين للموفد الاميركي الى باكستان وافغانستان سابقا رتشارد هولبروك الذي توفي في كانون الاول الماضي.
واضاف ان الرئيس الباكستاني سيغتنم الفرصة لمقابلة عدة مسؤولين اميركيين بمن فيهم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مضيفا انه سيكشف خلال الايام القادمة عن برنامج زيارته ومدتها.
واعلنت واشنطن الاثنين ان الازمة السياسية القائمة في باكستان لن تؤثر على العلاقات الاستراتيجية بين هذا البلد والولايات المتحدة.
وقد اقامت واشنطن بعد اعتداءات 11 ايلول 2001 في الولايات المتحدة شراكة صعبة مع باكستان لمكافحة حركة التمرد الاسلامي في هذا البلد وافغانستان المجاورة.
وتدعو واشنطن اسلام اباد الى بذل المزيد من اجل استئصال حركة طالبان وحلفائها في تنظيم القاعدة في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان التي يتخذ منها المقاتلون المتطرفون قواعد خلفية لمهاجمة القوات الاميركية والاطلسية على الجانب الاخر من الحدود.
وبدا رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الاثنين التفاوض مع المعارضة لضمان استمرارية حكومته التي باتت مدعومة بالاقلية في البرلمان غداة انتقال احد حزبي الائتلاف الحكومي الى صفوف المعارضة.
لكن يبدو حتى الان ان ايا من احزاب المعارضة مصمم على الاطاحة بالحكومة وزعزعة استقرار هو اصلا هش اقتصاديا واجتماعيا.
ووجه زعيم المعارضة الباكستانية نواز شريف امس انذارا الى رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني يمهله فيه ثلاثة ايام للموافقة على اجراء اصلاحات تحت طائلة ابعاد الحزب الحاكم من حكومة ولاية البنجاب الرئيسية.
الى ذلك ، اعلنت مصادر في الشرطة والجيش اصابة خمسة اطفال على الاقل، ثلاثة منهم بجروح خطيرة، امس في انفجار عبوة ناسفة فجرت عن بعد لدى مرور حافلة مدرسية في ولاية بلوشستان المضطربة جنوب غرب باكستان.
المفضلات