عمان - عودة الدولة
يعيد التاريخ نفسه الى الوراء ستة اعوام ونصف العام عندما نجح المنتخب الوطني لكرة القدم في فرض واقع جميل على مشواره الافتتاحي بالظهور الاول للنهائيات الآسيوية.
في المحطة المهمة التي تستدعي العودة للتاريخ تبدو الحكاية الجميلة في ابجديات الكرة الاردنية عندما اطلق الحكم صافرة اعلان المباراة التاريخية امام كوريا الجنوبية تحديدا في (19) تموز عام 2004 في مدينة جينان الصينية ضمن لقاءات المجموعة الثانية التي ضمت ايضا الكويت والامارات والتي آلت نتيجتهتا الى التعادل السلبي دون اهداف امام جمهور زاد عن (31) الف متفرج.
الحديث الذي سبق اللقاء كان ينذر بمواجهة من العيار الثقيل، خصوصا ان كوريا الجنوبية جاءت من الق نهائيات كاس العالم (2002) التي استضافتها مع اليابان وحققت المركز الرابع وخاضت مباريات كبيرة معلنة تطور الكرة الآسيوية.
وبالتأكيد لن ينسى النشامى وهم يضعون اللمسات الاخيرة للمشاركة الآسيوية الشهر المقبل في العاصمة القطرية الدوحة اهتمامات سمو الامير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم المتابع الحريص على نجومية النجوم وابدعات الرياضة الاردنية في كافة المحافل من قلب الحدث.
ولعل حرص سموه تواصل دون كلل أو ملل من خلال الحضور اللافت للانظار والذهنية الاحترافية العميقة قبل دخول الاحتراف الى ملاعبنا من خلال خلق الفرص، والاجواء المثالية والتنشئة الصحيحة التي رسمت الخطوط العريضة للمستقبل.
كما سيذكر التاريخ ما خص به رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر «الرأي» بتصريح قال فيه: اتوقع ان يحقق المنتخب الاردني معجزة لانه يعتمد على دفاع منظم اشبه بالاسمنت المسلح.
واضاف بلاتر: خرجت من خلال متابعتي للكرة الاردنية في الآونة الاخيرة بانطباع بأن قيادة سمو الامير علي بن الحسين نجحت في تثبيت اقدام واثقة للمنتخب الاردني في قارة آسيا.
ليس إلا، في التفاصيل التي جرت قبل (24) ساعة هطلت الامطار بغزارة وابدت المنتخبات المشاركة تخوفا كبيرا من الظروف الجوية، وحملت المعطيات اشارات مهمة عندما قال المدير الفني للمنتخب انذاك محمود الجوهري: سعداء بمواجهة كوريا الجنوبية ونريد دخول الاختبار لتقديم كرة اردنية خالصة وسنلعب بادوات بسيطة.
واشار الجوهري ان اللعب باسلوب دفاعي ليس عيبا «الطابع الدفاعي والاغلاق نظرية اوروبية، ونرفض الهزيمة وحديث الصحافة الصينية منحنا الثقة والتفاؤل ونحن فخورين بلقب يونان آسيا وطالبنا اللاعبين ان يكونوا عند حسن الظن».
وفي الوقت الذي ترقبت الانظار في انتظار ما تسفر عنه المواجهة المهمة خرج كابتن المنتخب عبدالله ابو زمع بتصريح الواثق في المؤتمر الصحفي عندما ذكر بالحرف الواحد: جئنا الى الصين بطموحات كبيرة ومعنوية تتجه نحو اقتحام بوابة المنافسة.
وتشخصت الاقاويل عندما اجمع المراقبون على اعتبار مباراة النشامى وكوريا الجنوبية بمثابة القمة المبكرة التي قد تحدد المنافسة، واكتمل النصاب بروايات ما قبل الاحداث ودخلت التشكيلة قوامها: عامر شفيع، بشار بني ياسين، حاتم عقل، فيصل ابراهيم، راتب العوضات، خالد سعد، قصي ابو عالية، عبدالله ابو زمع، حسونة الشيخ، بدران الشقران ومحمود شلباية الى ارض الملعب بعنوان بارز كان الحذر المتوقع من توغلات النمر الكوري في داخل المناطق المحرمة التي يحرسها شفيع، حتى ان نجمي كوريا شونج وسيول تواجدا بكثافة على حافة مناطق الجزاء لولا تدخلات بشار وحاتم التي انقذت اكثر من مشهد تسجيلي، يضاف اليها اهدار شلباية والشقران فرصتي ترويض الكوريين ووقوف السد المنيع شفيع بحضور وتألق امام الغزوات الكورية.
في الحصة الثانية وقف المنتخب الوطني ندا بند ضد منافسه واجبره على تبادل الفرص ومسلسل الاهدار، بيد ان براعة حارسي المرمى من الطرفين حالت دون الترجمة، وذلك المسلسل استمر حتى انتهت المواجهة التي شارك فيها ايضا الثلاثي عامر ذيب ومؤيد سليم وانس الزبون بالنتيجة التي حملت المانشيت الرئيسي انذاك..الاردن يتقاسم الطريدة مع النمر الكوري...الظهور الاول لمنتخبنا الوطني في نهائيات آسيا لكرة القدم ناجح بكل المعايير.
وبعيدا عن صافرة النهاية، اجرت لجنة الكشف عن المنشطات الفحوصات الطبية لنجمي المنتخب الوطني بشار بني ياسين وانس الزبون، فيما وقع اختيار اللجنة الفنية على الحارس عامر شفيع ليكون افضل لاعب في المباراة.
شهادات خاصة
اعترف الهولندي بونفرير المدير الفني لكوريا الجنوبية ان الدفاع الاردني المنظم حرمه من التسجيل واشاد بشفيع وزملائه، كما اعتبر الجوهري ان ذلك التعادل خطوة مهمة لمواصلة المشوار.
مختصر القصة ان الظهور الاردني وعلامات الامتياز سبقت الزمن وشقت طريقها نحو قمة الحضور والنجومية وتوجت مسيرتها بالاصرار نحو الامال المنشودة لتحقيق المكتسبات، واستكمالاً للتفاصيل، باتت حكاية لقاء المنتخب الوطني ونظيره الكوري الجنوبي في تموز (2004) ذكرى طيبة على انصار وعشاق الكرة الاردنية.
رد مع اقتباس
المفضلات