من كرم العرب في الجاهلية وصدرا من الاسلام انهم اذا لم يجدوا ما يقرون به الضيف تحيلوا عليه واقروه
من بعض دوابهم الى ان تأتيت ساعة اليسر فيعوضونا له ما أحذوا منه وزيادة وهذا كي لا يعيروا بالبخل
وقد وصف الراعي النميري حادثة وقعت له مع اضياف حضروه في وقت شدة فقال انه اوماء لغلامه كي
يضرب الناقة التي اتوا عليها ليطعمهم منها وقد وطن نفسه ليعوضهم اياها متى ماحضر راعيه من الرعي
ولقب بالراعي لانه اجاد وصف الابل واكثر حتى لقب بالراعي واسمه معاوية بن حصين .
قال الراعي :
عجبتُ من السارين والريحُ قرة ٌ*** الى ضوءِ نار ٍبين فـَرْدَة َفـَالرَّخـَا
الى ضوء نار ٍ يَشتوي ِالقـِّدَّ اهلـُها *** وقد تكرمُ الاضيافُ والقد يُشتوى
فلما أتونا فاشتكينا اليهمُ *** بكوا وكلا الحيين ِمما به بكى
بكى معوز ٌمن أن يلامَ وطارق ٌ*** يشدُ من الجوع الازارَ على الحشا
فألطفتُ عيني هل أرى من سمينةٍ *** ووطـَّنتُ نفسي للغرامةِ والقرى
فأبصرتُها كوماءَ ذاتَ عريكةٍ *** هجانا من اللاتي تَمتعنَ بالصُّوَى
فأوماءتُ إيماءً خفيا لحَبْتَر ٍ*** ولله عينا حبتر أيَّمَا فتى
وقلتُ لهُ ألصِقْ بأيبس ِعِرْقِها *** فإن يُجْبَر ِالعرقوبُ لا يَرْقـَإ النَّسَا
وأعجبَني من حبتر ٍأن َّحبترا *** مضى غيرَ منكوب ٍومُنـْصَلـَهُ انتضى
كأني وقدْ أشبعتهمْ من سنامها *** جلوتُ غطاءً عن فؤاديَ فانـْجلى
فبـِتـْنا وباتَتْ قِدرُنا ذات هَزَّةٍ *** لنا قبلَ ما فيها شِواءٌ ومُصْطـَلى
وأصبحَ راعينا بُرَيْمَة ُعندنا *** بسِتـَّينَ أبْقتـْها الأخِلـَّة ُو الخـَلا
فقلتُ لرَبِّ النابِ خـُذْها ثـَنِيَة ً*** ونابٌ علينا مثلَ نابـِك في الحِبَا
المفضلات