اكمل القصة من خيالك

[سمير محمود ابوزيد]

وتجمدت قدماها عن الحركة ... يا الاهي الى اين انا أمضي .... وتقول بنفسها والخوف يتملك كل كيانها ...

وتسمع حديثها ... ان أمي ليست هنا .. وليس هذا موعد قدومها على الرغم انه لا موعد لقدومها الى البيت ...

ولكنها لو امي ستفتح الباب او تنادي علي ليطمئن قلبي بسماع صوتها .... وهناك ايضاً ومن المتعارف عليه

انه لا احد يمر علينا في هذا الطقس البارد ... ومن هو المجنون الذي يريد ان يتعرف علينا .... او حتى

يقترب منا ... فعادت الى ذاك الركن الذي تقبع به لتنتظر عودة أمها مع هذه الثواني الثقيلة الحركة ...

وسرحت بمخيلتها لعلها تجد بها مساحة ضيقة من سعادة كانت وافتقدتها برغم سنها الذي لم يتجاوز بضع

سنين ... ولكن ... ولكن هيهات ان تتذكر تلك المساحة من الفرح ... وأخذتها افكارها ... هنا وهناك ...

ونسجت بمخيلتها أشياء وأشياء تتمنى لو أنها تتحقق ذات يوم ... ولعلها غفت هنيهات قليلة وعادت تسمع

طرق الباب من جديد ...

[RoBOo3AlwAtaN]

الطرق يشتد اكثر واكثر

سارة خائفة وتلزم ذلك الركن الهادئ

الاب مريض و متهالك لا يكاد يقوى على الحركة

فجأة التفتت سارة الى ابيها فوجدته يحاول جاهدا القيام من فراشه

الى اين يا ابي ؟ ، ارى من الطارق ،،،،، أبتاه قد يكون شخص شرير

لا تخافي يا ابنتي ان الله معنا ؛ ومن كان الله معه لا يخيفه شيء ~_^


سارة تستجمع قوتها وشجاعتها ، انتظر يا ابي سافتحه انا

فتسلحت بالتوكل على الله و ترجلت الى الباب


فتحت الباب من : فتاة صغيررررررررررررة يااااااااااااالهي لقد ارعبتني

لكن مالذي تفعلينه هنا بهذا البرد !!! هيا ادخلي بسرعة ،،،،

بدت الطفلة بملابسها الرثة وملامح وجهها الخاائفة و حركاتها المرتبكة الثائرة

مثيرة للذهول و الفضول الى حد كبير ؛ و مثيرة للشفقة اكثر و اكثرررررر

الاب للطفلة وقد عاد لفراشه الذي لم يبتعد عنه كثيرا : ما بالك يا ابنتي ؟؟!!


الطفلة ...........


كملوا يالله 00(

[سمير محمود ابوزيد]

الطفلة .... وقد جالت بنظرها بمكونات هذا القصر ... بنظرها .... تستكشف كل ركن به وتتسع عيونها بين الحين

والاخر وكأنها تقول .... أهاذا حقيقي أم خيال .... ولدهشتها من ما الت اليه الامور ....

ثم قالت .... أهذا مسكنكم .... أتقيمون أنتِ وأبيكِ بهذا البيت الجميل لوحدكم ....

ولشدة دهشتها ساره ... أطلقت ضحكة مجلجلة سمعها ابيها وهو في فراشه وعلى محياه أبتسامة خفيفة كمن

يقول ... الحمد لله ان هناك من يرى ان هذا قصراُ لا خربة تأوينا .. لا طعام به ولا فراش ولا حتى بصيص دفْ

وتابعت ساره تقول ... نعم ان هذا القصر ... عفواً ... شبه البيت هو بيتنا ووالدتي التي أدمى العمل به

اصابع يديها والصقيع والبرد أصابع قدميها .... ولكن أخبريني لا بيت لك ... مستغربه ..؟؟؟ اين تعيشين

وفي اي مكانٍ تنامين واين والدك ووالدتك .... واين .... واين .... وأين .... وكأنها تريد قتل الوقت بكثرة

الاسئلة لتسمع الكثير الكثير من الكلام رداً على ما انزلته على هذه الطفلة المسكينة المستغربة المتفاجئة من

الوضع الذي وجدت نفسها به ...

وابتعدت الطفلة عنها واضعة رأسها بين قدميها شاخصة بنظرها بخوف الى سارة ونفسها تتسارع درجاته

لتقول بصوت خفيف مرتجف ....

[سمير محمود ابوزيد]

... انا من هناك .... وأرجعت رأسها بين قدميها .... وقالت سارة مستغربة ..... أين من هناك .... ونظرت أليها

الفتاة الصغيرة وقالت .... ولماذا تريدين ان تعرفي ... ؟؟؟ وانتم لا هم لكم الا الجلوس في هذا البيت والتمتع

بدفئه .... هنا ساره تفجرت بداخلها كل مآسيها وقالت بنفسها .... أنحن هكذا ... أنحن لا هم لنا الا التمتع

بميزات هذا البيت الخرب .... وابتعدت عن الطفلة بشيء من العصبية .... وعادت تنظر الى هذه الطفلة الظانة

ان العالم ... كل العالم أفضل منها .... وبكل برائة وحنية قالت الفتاة .... انا من قرية كان أهلها يزرعون

أرضهم ويتعاونون فيما بينهم ويسهرون في مجالسهم .... الرجال في زاوية يتبادلون الاحاديث ... تارة عن

الارض والزراعة ... وترة أخرى عن أخبار أولادهم ... وتارة أخرى عن هفواتهم مع نسائهم ... وتارة أخرى

وبصوت خافت عن ما يحدث هناك غير بعيد عن قريتهم ... اما النساء فحديثهم عن الاولاد والشقاء والعمل

والأكل وغسيل الملابس .... وأحياناً عن زينتهم البسيطة كأنهن ملكات جمالٍ بعصر القرون الوسطى ... أما

نحن الاولاد والاطفال فكان كل همنا اللعب وقليلٌ من الدراسة والانتباه الى أحاديث الرجال حين يرتفع

الصوت جدالاً ... أو حين نسمع ضحكات أمهاتنا العالية تقريباً لموضوعٍ تحدثوا به سراً ...

قالت سارة وقد أرتسمت على وجهها علامات الاستغراب .... ولكن حالكِ هذه لا تدل على ذلك البتة ...

قالت الفتاة بمرارة والالم يعتصر قلبها من وراء تنهيدة طفلٍ بريء .....