عشيرة المجالي نسبها وأصلها
عشائر المجالي في الاردن , عشيرة المجالي الاردن , نسب عشيرة المجالي . اصل عشيرة المجالي , قبيلة المجالي في الاردن , قبيلة المجالي الاردنية الكرك .
عشيرة المجالي نسبها وأصلها :
تنتمي هذه القبيلة إلى الصحابي تميم الداري ولقد استوطن أحفاده مدينة الخليل وتولوا فيها جمع ما يسمونه ( الودي ) لإصلاح مقامات الإنبياء والرسل في تلك المنطقة ، ومساعدة الفقراء والمحتاجين فتوسعت مناطق نفوذهم بحيث شملت منطقة شرق الأردن.و في ذلك الحين انتدب أحد المشرفسن على هذه الجباية ويدعى ( شديد ) ليتولى جمع ( الودي ) من قبائل شرقي الأردنوتتابعت سفراته إلى تلك المنطقة فلما أنس بهم وتعرف على طباعهم وعاداتهم طاب له المقام فاستوطن في مدينة الكرك وتزوج من امرأتين ، الأولى من عشيرة الشوابكة والثانية من عشيرة اليزايدة من سكان البلقاء فأنجب منهما أربعة أولاد هم :
1- جلال جد قبيلة المجالي
2- ياسين جد عشيرة البيايضة
3- رشيد جد عشيرة معايطة بتير
4- عبدالله جد عشيرة معايطة أدر
وبعد أن استوطن في مدينة الكرك استمر في جمع ( الودي ) كعادته .
السكان الأصليون لمدينة الكرك ولوائها : -
كان يقطن الكرك ولوائها فئتان : الفئة الأولى : قبائل العمرو ، وكانوا آنذاك هم اصحاب النفوذ وأسياد المنطقة ويمتد نفوذهم من ( المسن ) حتى سيل ( الحسا ) وهم قبائل رحّل يتنقلون في جميع مناطق شرقي الأردن ويجوبون مناطق أخرى طلباً للرزق وبسط النفوذ وكان ممن ينازعهم في نفوذهم هذا قبائل بني حميدة التي كانت تقطن في المناطق الواقعة ما بين لواء البلقاء ومكان يدعى ( المسن ) من أراضي الكرك .
الفئة الثانية : وتدعى الامامية وتتألف من حمائل الطنشات والأغوات والكركيين والبشابشة والقضاة والبنويين ، وكانوا يستغلون أراضي قبائل العمرو الكائنة في منطقة الكرك مقابل أجر متفق عليه .
بدء نفوذ عشيرة المجالي في الكرك :
أنجب جلال أحد أبناء شديد ولدين هما أحمد وهذا أنجب ثلاثة أولاد هم سلامة وسالم ومحمد . وكان أحد أولاد أحمد والمدعو سالم أشد أولاده بأساً ودهاءاً ، وفي عهده حصل قحط وجدب شديدين اجتاحا المنطقة ، واضطرت قبائل العمرو على أثر ذلك النزوح إلى أماكن أخرى فانتهزت قبيلة الصريدات إحدى قبائل الحجايا التي كانت في أراضي وادي الحسا والفيلة نزوح قبائل العمرو وقدمت الى الكرك طمعاً في الإستيلاء على بعض الأراضي التي تستغلها عشائر الكرك وتسمى هذه الأراضي ( عياتا ) الواقعة في الجهة الشرقية من قرية مؤتة حتى حدود الصحراء فما كان من سالم المجالي إلا أن جمع عشائر الكرك وقبائلها وأثار فيهم النخوة والمروءة وأظهر لهم أنه من العار أن يستولي على هذه الأراضي قبائل دخيلة على البلاد فاستجابوا إلى رأيه السديد وحملوا متآزرين جميعاً على قبيلة ( الصريدات ) وأوقعوا بهم خسائر فادحة وردوهم من حيث أتوا . وفي ذلك التاريخ صار سالم المجالي وقبائل الكرك يستغلون تلك الأراضي ومن اصحاب التصرف فيها . وفي تلك الأحيان شعر سالم بازدياد نفوذ قبائل الكرك ( الأمامية ) فأوجس منهم خيفة وصار يدبر لهم المكائد للتخلص منهم ولكي يبسط نفوذه ويتولى الزعامة في الكرك ، وبينما كان الأمامية محتفلين بعيد الفطر جمع خاصته وهجم عليهم وقتل أكثر المجتمعين وكسر شوكتهم ، ومنذ ذلك الحين صار صاحب السيادة والنفوذ في مدينة الكرك
بعد مضي بضع سنوات على تلك الحادثة ، عادت عشائر العمرو الى الكرك فوجدت سالم المجالي واتباعه يستغلون أراضيهم فعز عليهم ذك وقاموا بمطالبة سالم المجالي وأتباعه لرفع أيديهم عن الأرض بدعوى أنها ملكهم ، فما كتان من سالم المجالي إلا أن أدعى أن هذه الأرض استولى عليها من عشيرة ( الصريدات ) بعد معارك دامية وقعت بين عشائر الكرك التي يرأسها وبين عشيرة الصريدات كما ادعى أنها وقف الى مقام خليل الرحمن في مدينة الخليل وبعد اجتماعات عديدة اتفق الطرفان على حل هذه المشكلة وهو أن يقسم الشيخ حمد بن جلال بصفته كبير السن وهو عم الشيخ سالم اليمين ليبين من هم أصحاب هذه الأراضي ، وبعد الإتفاق خرجوا جميعاً الى موقع الأرض بينما هم يجوبون اطراف الأراضي تلك ، إذ بغراب ينعق فوق رؤوسهم فنزل حمد من على فرسه وأخذ يصنع تراباً في حذائه وتقدم عاري القدمين يعين حدود الأرض المتنازع عليها بالحجارة كما هي العادة المتبعة في ذلك الوقت وأقسم يمينه المشهورة بقوله: ( أقسم انني أملك هذه الأراضي من يوم ما نعق غرابها وأنا أمشي على ترابها ) وبعد ذلك رفع العمرو أيديهم عن تلك الأراضي لما لهذه اليمين العظيمة من تأثير في نفوسهم .
توفي الشيخ سالم بعد أن أنجب ولدين هما جبر وسليمان وعلي وأحمد ، ولكن الزعامة بعد وفاة الشيخ سالم آلت إلى خليل بن محمد شقيق الشيخ سالم وتزعم خليل الكرك زعامة حقة ، ولقد حدث في عهده منازعات قوية بين قبائل العمرو بزعامة ابراهيم بن جبر الثبيتات من جهة وبين قبيلة الحناحنة من بطون العمرو من جهة أخرى لأسباب عائلية ، وأخيراً تغلبت قبائل العمرو على الحناحنة ونزحوا إلى جهات البلقاء بجوار بني حميدة بعد أن وهبوا ما يخصهم من أراضي إلى الشيخ خليل المجالي وائتمنوه عليها لحين عودتهم وسبب ذلك أن الشيخ خليل ولد أختهم .
هبت عشائر العمرو للمطالبة بأراضي الحناحنة وقرروا تخليصها من الشيخ خليل بطريقة الغدر باغتياله ، فدعوه إلى مضاربهم ذات ليلة ، وبينما كان في بيت الضيافة شعرت امرأة من قبيلة الحناحنة بالأمر فعز عليها اغتيال الشيخ خليل لصلتها به فأنذرته بطريقة سرية فهرب فصار يفكر بأمر يستطيع به السيطرة على تلك الأراضي والإبقاء على زعامته فلجأ الى عشائر بني صخر ومنهم الحامد والفايز ، واستنجد بهم على قبائل العمرو لما لهم من قوة وكثرة وشدة بأس
مقابل أن تأخذ قبائل بني صخر ( الخاوة ) من عشائر الكرك ، فاستجابت عشائر بني صخر لهذا العرض وقدمت الى الكرك مزودة بأسلحتها ، وانضمت اليها عشائر الكرك مع الشيخ خليل وقومه وتحاربوا مع العمرو وتغلبوا عليهم ، ومن ثم تمت رغبات الشيخ خليل التي كان يهدف اليها وصارت الكرك تدفع الخاوة لقبائل بني صخر تنفيذاً ووفاءاً بالوعد الذي قطعه على نفسه .إستمرت زعامة الشيخ خليل مدة طويلة من الزمن وفي أثناء زعامته مرت على البلاد سنة قحط ومحل فلجأت قبائل الكرك الى زعيمهم الشيخ خليل لينجدهم ويواسيهم لأنه كان ثرياً ويخفف من ويلاتهم ، ورجوه أن يقرضهم ما يحتاجونه من الحبوب أو أن يسافر معهم إلى فلسطين لشرائها من هناك لكثرتها ورخصها ، ولكنه رفض وقد شجعه على ذلك شقيقه غبن فما كان منهم إلا ان استاؤوا من هذه المعاملة وذهبوا الى يوسف بن الشيخ سالم وكان فقير الحال فلم يتمكن من مساعدتهم بشيء ولكنه وافق على السفر معهم إلى فلسطين‘ وسافروا جميعاً براً عن طريق غور الكرك – فلسطين . ولما علم الشيخ خليل بسفر يوسف خشي أن تؤول الزعامة إليه بسبب تنكره لعشائر الكرك ولجوئهم إلى يوسف فقرر الإيقاع بشخص يوسف وبعض رفاقه فأرسل رسولاً إلى لأحد الحكام في فلسطين في ذلك الحين مزوداً برسالة ذكر فيها أن يوسف وجماعته جاؤوا إلى فلسطين لأسباب سياسية ومخلة في الأمن ، وحث الحاكم في الرسالة أن يقتنص من يوسف ومن كبار رفاقه ولحسن الحظ إشتم يوسف خبر المكيدة فأوصى جماعته أن ينكروا وجوده وتخفى وغيّر زيه ، وبعد أن تزودوا بما يحتاجونه قفلوا راجعين منتصرين ، وفي أثناء ذلك علم الشيخ خليل بأن مكيدته لم تنجح فعمد إلى الإيقاع بيوسف مرة أخرى عن طريق عربان الوحيدي القاطنة ما بين أراضي غور الكرك وفلسطين وذلك ليسلبوا يوسف وصحبه وما يحملون من غنائم ، غير أن هذه المكيدة لم تنجح أيضاً حيث أن عربان الوحيدي بعد أن استمعوا إلى حديث يوسف عن أسباب سفره الى فلسطين ووقفوا على تضحيته من أجل جماعته أكبروا فيه هذه الروح الطيبة وأكرموا وفادته تمشياً مع العادات العربية الأصيلة وأخلعوه لبسة الزعامة المكونة من عباءة وبرنس اعترافاً منهم بزعامته لعشائر الكرك دون غيره ، وعاد يوسف ورفاقه إلى بلاده عن طريق البحر الميت –الكرك وبعد بضعة أيام من عودته أقام وليمة كبيرة دعا إليها الشيخ خليل وأخاه غبن ووجوه وزعماء الكرك وبعد تناول الطعام قدم يوسف المجالي العباءة والبرنس الى الشيخ خليل تقديراً واحتراماً ، فعز على خليل أن يقبل هذه الهدية ( لبسة الزعامة ) بسبب الإساءة التي بدرت منه تجاه يوسف وعشائر الكرك وطلب تقديمها إلى أخيه غبن قاصداً من ذلك التشفي به لأنه هو الذي أوصى اليه بعدم مساعدة العشائر وكان السبب في لجوئهم الى يوسف والتقرب منه والتفافهم حوله واعترافهم بأنه أحق منه في زعامة الكرك إلا أن غبن لم يقبل الهدية وتأثر جداً وأعادها إلى صاحبها يوسف وبعد ثلاثة أيام توفي الشيخ خليل قهراً وبعد وفاته آلت الزعامة الى الشيخ يوسف بحق وبدون منازع .
وفي ذلك الوقت كانت قبائل بني حميدة تسكن الجهات الشمالية من الكرك ولم تزل محافظة على سيادتها وقوتها وفي هذه الاثناء عادت عشائر العمرو الى الكرك –والتف حولهم من بقي منهم وتحرشوا ببني حميدة لإعادة زعامتهم ومن جراء ذلك وقعت بينهم معارك شديدة كان نتيجتها أن تغلبت عشائر العمرو على عشائر بني حميدة ونتيجة لتقسيم الأراضي المكتسبة بين العمرو دب الخلاف بينهم وكاد يؤدي إلى قتال مرير ، وعند ذلك شعر بخطورة الموقف زعيم العمرو آنذاك ( غبن ثبيت ) فذهب الى الشيخ يوسف المجالي ورجاه أن يتوسط ويعيد بني حميدة الى الكرك لتعاد اليهم أراضيهم فضاً للخلاف الذي وقع بين عشائر العمرو .فلبى الشيخ يوسف الرجاء وأرسل الى زعماء بني حميدة يطلب اليهم العودة الى الكرك لأجراء الصلح مع العمرو ، فعادوا مطمئنين لأقوال يوسف وفعلاً تم الصلح وأزيلت الخلافات بين عشائر العمرو والحمايدة ن وإكراماً للشيخ يوسف على جميل صنيعه وهبوه الأراضي الواقعة ما بين ( المسن ) – الحد الفاصل ما بين أراضي بني حميدة وعشائر العمرو – و( رجم المسدح ) بقرب قرية القصر .
__________________________
...
رد مع اقتباس
المفضلات