الطعن بوجه مبتسم
أبدأ كلامي بسؤالي : لماذا نطعن الأحبة؟ اقول الأحبة وليس الأعداء،هل يعقل أن نحطم قلبا نكن له الحب؟
نطعن شخصا غاليا عندنا ونحن ندعي محبته؟ لماذ نستسلم لحمى الأنانية ونغدر أقرب الناس إلى قلوبنا ظلما؟؟
في خضم تساؤلاتي وحيرتي وصراع أفكاري تشرد بي نفسي المنكسرة المطعونة إلى عالم أشد صراعا وفي حوار روحاني يدور بين الطاعن والطعنة هذه الأخيرة التي بادرته بقولها :
الطعنة : ويحك أيها الطاعن لقلب طيب لاتجعلني سببا لإنكساره وآلامه،فما لمسته من حبه لك يثنيني عن طعنه وأحتج على غدرك به.
الطاعن : لا تقلقي بشانه سأطعنه وأبتعد وعنه أختفي ولا أرقبه، فقد أثقل قلبي وجوده وإخلاصه وإدعاءه الصدق.
الطعنة : أيها الطاعن الغادر ماذا تريد ألسنا في زمن يحتضر فيه الحب والوفاء؟ أم أصبح الحب والصدق إدعاءا والكذب صدقا..؟ أليس أولى أن تحتفظ بهذا القلب الذي يخلص لك.؟
الطاعن : مالي والقلوب العاطفية مللت خوفه وإهتمامه ونصحه ووعظه، قلب لا يواكب العصر ولايعرف التقدم يعيش للخير والصدق والتضحية عنوانه، وقد سئمت المواعظ والعواطف والنصح والخير.
الطعنة : أي نكران للجميل هذا أتطعن من ضحى بنفسه وفداك بروحه؟ أم تطعن قلبا فرح لفرحك وحزن لحزنكـ ؟ أم من سال جرحه وضمد جرحك،أم من بكت عيناه ومسح دمعك؟ أتغدر بمن فارقت البسمة صدره وضحك تبسما في وجهك ولك، من لا يفارق سجادته حتى يدعو لك،أتطعن من إذا سئل عن أحب الناس إليه فاضت عيناه وذكر إسمك، أتطعن أم تطعن....أتكفيك شيمه هذه ام أذكرك اكثر لعلك تفيق من حمى أنانيتك.
الطاعن : ما أرق قلبك يا أيتها الطعنة، هذه أمور واجبة عليه بحكم مايربطنا من محبة، ثم أيتها المشفقة أنا أبحث عن قلب جديد يواكب العصر ولا يعرف العواطف القديمة، أبحث عن مايدخلني عالم الرقي والمجد لاما من يبقيني جنبه ويرهقني نصحا،أبحث عن ما يرفع قيمتي ويعلي قدري في المجتمع من أذكر عنده يتباهى بي وبما عندي ويتفنن في شكري وذكري، كفاني بالله عليك تضحية ومشاعرا بت أكره سماعها، لاعليك سنطعنه والأيام كيفلة بضمد جراحه كغيره.
الطعنة : عجبا لأمرك ياكاسر قلبا أحبه، أتفارقه وتبحث عن قلب يؤلمك من يطيح بقدرك وكرامتك، من تحتاجه ولا يجيبك؟ أم من تمرض ولا يعودك، أم تفتش عن من تحبه ويبغضك،من يبتسم في وجهك وفي غيبتك يلمزك؟ أم تبحث عن من إذا اعيطته لايشبع وإن منعت عنه عنك أعرض،أم عن من يترقب سقوطك بالهاوية والمعاصي ويتركك ويهرب، أم تبحث...عن قلب لاهٍ لايعرف ربا ولاعبدا....
الطاعن : أكثرت جدالي فأعلمي إنك مهما نصحت ووعظت فلن تثنيني عن عزيمتي، فذاك قلب أحمق سيجد قلبا أشد حمقا منه ويجتمعا على المحبة والنصح وينسى الغدر والطعن.
الطعنة : ما أقسى قلبك وما أشد جبروتك،وإنني بريئة من فعلك ومتألمة لحالك وحال أمثالك قلوب متحجرة، للجميل ناكرة، كل يوم تطعنون أحبتكم بكل قسوة فلا الرقة لصدوركم تصل ولا الدمعة من عيونكم تنزل.
فياأيها الطاعن لقلب طيب مخلص أبكاني وأشجاني أمره فهل رأيت يوما طعنة تبكي؟؟؟
هذا حالي ولا حيلة لي فسامحك الله ولنا موعد فيه ألقاك وتكون أنت الضحية فالعقبى لك ياطاعنا قلبا أحبك.
ردتني دمعتي الساخنة على خذي من شرودي ورق قلبي للطعنة فليست أحسن من حالي،أشفقت علي منك أيها الطاعن وماهمك أمري ولكن كما قالت هي لنا موعد تكون
أنت فيه الضحية.
رد مع اقتباس
المفضلات