تظاهر عشرات الأشخاص بالقرب من السفارة المغربية وسط العاصمة الفرنسية باريس الأربعاء بدعوة من جمعيات صحراوية وأخرى مناصرة لها للتنديد بالأحداث الدامية التي شهدتها مدينة العيون كبرى مدن الصحراء الغربية.
ويقول المتظاهرون إنهم نظموا هذه الوقفة الاحتجاجية لإدانة ما وصفوه باعتداءات وانتهاكات القوات المغربية على الصحراويين في العيون وفي مخيم "الاستقلال" الذي أقامه محتجون بالقرب من المدينة منذ منتصف الشهر الماضي، والذي داهمته القوات المغربية مما أوقع قتلى وجرحى.
وفي هذا السياق أعلنت السلطات المغربية عن مقتل شخصين آخرين، وهو ما يرفع عدد القتلى إلى 11، بينهم عشرة من قوات الأمن، أما جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) فقد قالت الثلاثاء إن 11 شخصا قتلوا وجرح 723 واعتبر 159 في عداد المفقودين خلال الأحداث.
وأعلن المغرب الأربعاء توقيف 163 شخصا على خلفية أحداث العيون، ونفى معلومات تحدثت عن اختفاء ناشط صحراوي.
الصدامات تسببت في مقتل وجرح العشرات (الفرنسية)
منعوا من السفر
من جانب آخر أفاد بيان لمنظمة مراسلون بلا حدود أن عشرة مراسلين أجانب منعوا من السفر إلى العيون. وقالت المنظمة إن المراسلين العشرة منعوا من صعود الطائرة المتوجهة إلى العيون انطلاقا من مطار الدار البيضاء.
وتعود شرارة الأحداث إلى 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث أقام بعض سكان المنطقة مخيما على مشارف مدينة العيون للاحتجاج على ما وصفوه بتدهور ظروفهم المعيشية وللمطالبة بوظائف ومساكن، واعتبرته لجنة مكلفة بالتنسيق مع السلطات المغربية "عملية احتجاج اجتماعية" لا تحمل أي بعد سياسي.
وبررت السلطات المغربية تدخل قوات الأمن في المخيم بالقول إنها سعت "لتحريره من قبضة مجموعة من ذوي السوابق والمبحوث عنهم في قضايا للحق العام، بعدما استنفدت كل مساعي الحوار الجاد لإيجاد حل لوضع غير مقبول قانونا".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن منظمة غير حكومية في المنطقة قولها إن المخيم كان يؤوي نحو 12 ألف شخص، لكن مصادر أخرى قدرت العدد بنحو عشرين ألفا.
بلا نتائج
وقد اختتمت مساء الثلاثاء في منهاست بنيويورك المفاوضات غير الرسمية بين المغرب والبوليساريو بشأن قضية الصحراء الغربية، التي بدأت الاثنين بمشاركة الجزائر وموريتانيا، دون التوصل إلى أي نتيجة.
ويعود هذا الصراع إلى عام 1975 عندما ضم المغرب الصحراء التي كانت مستعمرة إسبانية، والتي تطالب جبهة البوليساريو بإقامة دولة عليها مدعومة من الجزائر.
وتدعو البوليساريو إلى استفتاء حول تقرير المصير برعاية الأمم المتحدة يفتح أمام الصحراويين المجال بين ثلاثة خيارات، إما الانضمام إلى المغرب، وإما الاستقلال، وإما الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وفي المقابل يقترح المغرب هذا الخيار الأخير رافضا فكرة الاستقلال.
يشار إلى أن السلطات المغربية أغلقت مكتب قناة الجزيرة في الرباط وسحبت اعتمادات جميع مراسليها هناك.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات