أطلق فلسطينيون في الضفة الغربية منذ أسبوع حملة تحمل شعار "بدنا نعيّد بغزة" تضامنا مع أهلهم في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ثلاث سنوات, بهدف تعزيز التواصل مع القطاع وكسر حصاره.
وتركز الحملة التي يقودها أكاديميون ورجال أعمال وطلبة وفئات أخرى تحت مسمى "ماراثون الخير" على إظهار الابتسامة على وجوه أطفال القطاع, وذلك بجمع الهدايا وإيصالها إليهم هم مع أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وقالت منسقة الحملة سبأ جرار إنها ومجموعة من المتطوعين يصل تعدادهم إلى سبعين شخصا انطلقوا منذ سنة ونصف تحت مسمى "ماراثون الخير" وبادروا بتنظيم حملات وفعاليات تطوعية عدة, وذلك لدعم قطاع غزة ومناطق أخرى لديها معاناة بالضفة في مدن جنين ونابلس وقلقيلية.
وتهدف الحملة إلى التواصل مع غزة دون الارتكان إلى حملات الدعم الخارجية, ولتأكيد دور أهالي الضفة في استمرار دعم صمود القطاع باعتبار أن أهالي الضفة وغزة أبناء شعب واحد ويحملون هما واحدا.
وقالت جرار إن الحملة تتميز بأنها فلسطينية بحتة وشعبية ولا تحمل أي طابع سياسي أو "تأطيري", كما أنها تحاول الوصول إلى كل الناس دون الدخول في أية مسميات أو تأخذ البصمة الرسمية في عملها.
الخطيب: الجانب الرسمي يبذل أقصى جهوده السياسية لكسر حصار غزة (الجزيرة)
جمع الهدايا
وأضافت أن الحملة ستركز على جمع هدايا الأطفال وهي عبارة عن كرات قدم من أطفال الضفة لنظرائهم بغزة، إضافة لبطاقات معايدة يخطها أطفال الضفة بأيديهم لزملائهم بالقطاع.
وتابعت أنه تم اختيار هذه الأشياء البسيطة حتى لا تفشل الحملة في بدايتها, وعندما تتوسع سيكون حجم الدعم أكبر. وشددت على نيتهم تشكيل وفد لقيادة الحملة والدخول إلى قطاع غزة إذا ما تمكنوا من ذلك.
ونفت جرار أن تكون حملتهم جاءت نتيجة للشعور "بتقصير رسمي من الضفة" بالوقوف مع أهالي القطاع، وقالت إنهم لا يسدون أي تقصير كان من أي جهة، ودعت إلى استمرار العمل الشعبي والرسمي باعتبارهما يكملان بعضهما البعض.
وترى أن ذلك رسالة مباشرة للضغط على الجهات الرسمية كي يسرعوا ويحققوا المصالحة الوطنية باعتبارها مطلبا شعبيا، "ورسالة أخرى بأن الدعم الشعبي لا توقفه أي خلافات".
وما يميز هذه الحملة أنها لا تقتصر على جهد أناس بعينهم، بل يمكن أن تتوسع إلى كل شخص يرى في نفسه القدرة على إمكانية تقديم الدعم والتطوع بالشكل المناسب، حيث إنها آخذة في الاتساع يوما بعد آخر وبمشاركة العشرات من طلبة الجامعات.
"
غسان الخطيب: هناك زخم واسع في حملات الدعم الشعبي والرسمي في الضفة تجاه احتياجات الإخوة بغزة ومن باب الشعور بالتضامن مع ما يجري بقطاع غزة
"
200 متطوع
وقال الناطق الإعلامي للحملة علي السمودي إن عدد المتطوعين بلغ قرابة 200, وكل شخص يقدم الدعم بالطريقة التي تناسبه سواء بالمال أو العمل بجمع التبرعات أو إيصال صوت الحملة أو المساعدة بالأفكار.
وقال السمودي في حديثه للجزيرة نت إن الحملة تتميز بتنوع المشاركين فيها من الضفة والقدس والأراضي المحتلة داخل الخط الأخضر. وأشار إلى أن فنانين فلسطينيين شاركوا في أوبريت غنائي تم إعداده وتلحينه ويحمل عنوان الحملة ذاتها.
ومن جهته قال مدير مركز الإعلام الحكومي برام الله غسان الخطيب إن هناك زخما واسعا في حملات الدعم الشعبي والرسمي في الضفة تجاه احتياجات الإخوة بغزة ومن باب الشعور بالتضامن مع ما يجري بقطاع غزة.
وقال الخطيب في حديثه للجزيرة نت إن الجانب الرسمي يبذل أقصى جهوده السياسية من اجل كسر الحصار عن القطاع، إضافة إلى تخصيصه أكثر من نصف الموازنة الفلسطينية لصالحة, وسعيه لاجترار مشاريع من الضفة لتنفيذها بالقطاع، غير أن هناك معيقات احتلالية تمنع تقديم الدعم اللازم كإعادة البناء، حيث ترفض إسرائيل إدخال مواد البناء.
وأكد الخطيب أنه رغم ذلك لا بد من الشعور بالتقصير دوما لأن الحصار ما زال قائما والظروف صعبة، داعيا إلى ضرورة بذل المزيد من الجهد لإنهاء الحصار.
المصدر: الجزيرة
المفضلات