غدير السعدي - مروة جادالله (30 عاماً) وأم لأربعة أطفال وتحمل شهادة البكالوريوس في التربية، دفعتها الظروف الاقتصادية لاسرتها بالبحث عن عمل لتساعد زوجها في تربية اطفالها.
اليوم تقدمت منذ ان تخرجت قبل 11 عاماً في الجامعة بطلب لديوان الخدمة المدنية والعديد من طلبات التوظيف لشركات خاصة، لكنها لليوم لم تعثر على وظيفة تحقق آمالها وطموحها.
وبحسب ديوان الخدمة المدنية فان أعداد المتقدمين للديوان لطلب وظيفة منذ بداية العام الحالي بلغ 53753 للذكور و174783 للإناث، في حين بلغ عدد الذين اشتغلوا من الذكور 3082 ومن الإناث 4075.
وكما اظهرت بيانات دائرة الإحصاءات العامة أن نسبة الإناث المتعطلات عن العمل ممن يحملن بكالوريوس فأعلى بلغت حوالي 61.5% من إجمالي المتعطلات الإناث والمقدر بحوالي 56 ألف متعطلة تقريباً في العام 2010.
ويعزو أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور حسين الخزاعي أسباب ارتفاع البطالة عند الإناث إلى أن نسبة الفتيات الدارسات في الجامعات الحكومية تشكل ضعفي نسبة البطالة المقدرة بـ 13%. ويضيف «يفضل أرباب عمل تشغيل الذكور بدلاً عن الإناث لمقدرة الرجل على تحمل ضغط وساعات العمل اضافة الى عدم توافر فرص عمل للفتيات في القرى والأرياف وهذا يؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي للاسرة ويؤخر سن الزواج عند الفتيات لان الشباب يفضل الفتاة العاملة»، لافتاً الى ان نسبة البطالة لغير المتزوجين 23% ويشكلون 72% من إجمالي المتعطلين عن العمل لعام 2010. وبلغ معدل بطالة الشباب في الأعمار 15-24 سنة %23.8 بين الذكور مقابل %47.1 بين الإناث للعام 2010.
وتمنع الحواجز الاجتماعية الكثير من النساء من تولي وظائف ليلية والعمل لساعات أطول والعمل في بيئة عمل مختلطة.
ويدعو د.الخزاعي إلى إيجاد سياسات واستراتيجيات يمكن من خلالها مواجهة البطالة، وربط البرامج التعليمية باحتياجات سوق العمل، والاهتمام بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تهدف إلى تنمية المجتمعات المحلية وتأمين فرص عمل لربات المنازل وإلحاقهن بسوق العمل.
وقالت النائب ريم بدران وهي اقتصادية: لقد تراجع ترتيب الأردن في تقرير التنافسية العالمي إلى الترتيب 139 وهو الأخير بين الدول بسبب عدة عوامل من ضمنها انخفاض مشاركة المرأة في القوى العاملة وهذا يستدعي ايجاد بيئة تربوية تشجع النساء نحو الوظائف المهنية, وإعادة النظر في المناهج الدراسية لتغيير النظرة النمطية السائدة المتعلقة بالنوع الاجتماعي لتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل.
وتبقى مروة كغيرها من آلاف السيدات ( ربات البيوت ) الراغبات في الانخراط بسوق العمل لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تهدد العديد من الأسر.
وبلغ معدل البطالة 10.4% بين الذكور مقابل 21.7% بين الإناث في العام 2010 مقارنة مع 10.3% و24.1% للذكور والإناث على التوالي في العام 2009، وشكل الذكور ما نسبته 68 % من مجموع المتعطلين والمقدرة بحوالي 176 ألف متعطل، بينما شكلت الإناث 32% في العام 2010، في حين بلغ عدد النشيطات اقتصادياً من الإناث ما نسبته 18.4 حسب تقرير البطالة لهذا العام.
وقد بلغ صافي فرص العمل المستحدثة عام 2010 ما مجموعه 65.6 ألف فرصة عمل إذ بلغ عدد الوظائف الجديدة 120 ألف وظيفة فيما كان عدد الوظائف المفقودة حوالي 54 ألف وظيفة بحسب تقرير فرص العمل المستحدثة، وبلغ صافي فرص العمل المستحدثة للذكور 41.3 ألف فرصة بينما كانت للإناث حوالي 24.3 ألف فرصة عمل.
المفضلات