حدد القضاء المصري الثاني من يونيو/حزيران المقبل موعداً لإصدار حكم في قضية الرئيس السابق حسني مبارك.
وشهدت جلسة المحاكمة اليوم الأربعاء، مفارقات مثيرة، حيث سلم محامي مبارك، فريد الديب، مذكرة لهيئة المحكمة، قال فيها إن المتهم الأول مبارك كتب فيها كل ما يريد قوله، وأنهاها ببيت من الشعر: "بلادي وإن جارت عليّ عزيزة ... وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام".
وكتب مبارك في مذكرته تفاصيل ما حدث في ثورة 25 يناير والقرارات التي اتخذها، وتضمنت المذكرة جملاً عاطفية عن سمعته ودوره في بناء مصر، ومشاركته في حرب أكتوبر، ونفيه لفكرة التوريث، أو ترشحه لفترة رئاسية أخرى.
وحدثت مشاحنات بين فريد الديب، محامي مبارك، والنيابة العامة، التي أكدت أن تقرير الصحة الخاص بمجلس الشعب والذي يوصي بنقل المتهم إلى مستشفى سجن طرة، تم إحضاره للمحكمة للفصل فيه.
واعتبرت النيابة كلام الديب، تدخلاً في شؤون القضاء، فرد الديب: "نحن ناضلنا كثيراً لإثبات حصانة النائب العام"، وهنا ثار المدعون بالحق المدني، فنظر الديب إلى النيابة قائلاً: "متحوش عني الناس بتوعك دول يا بيه".
هنا قال المستشار مصطفى خاطر، المحامي العام الأول لنيابات الاستئناف: "هؤلاء ليسوا الناس بتوعي، ولكن محامون كبار". واستنكر وصف الديب لضابط مباحث الأموال العامة بـ"الكذاب"، وقال: "سوف يعلم الجميع غداً من هو الكذاب الأشر".
وألقى ممثل النيابة اللوم على الديب في استخدام أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غير موضعها، وقال إن الرسول قبل وفاته طالب أصحابه بأن يقتصوا منه لتحقيق العدالة، وحرصاً على أن تؤدى الحقوق لأصحابها.
كما رفض علاء وجمال مبارك، نجلا الرئيس السابق، التعليق على المرافعات، وردوا على المحكمة قائلين: "شكراً سيادة الرئيس.. نكتفي بما قاله محامينا فريد الديب".
وللمرة الأولى تحدث الرئيس السابق، واقتصر كلام مبارك على أنه ليس لديه أي إضافة، أو طلبات بخلاف التي طلبها محاميه، في الوقت الذي ظل وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي يتحدث ويشرح أسرار ما قبل الثورة وخلالها لأكثر من ساعتين.
وخلال المحاكمة، أخذ المحامون المدعون بالحق المدني يصفقون على كل كلمة تقولها النيابة العامة، ويرد عليهم أنصار مبارك بـ"تصفيق" أعلى كلما تحدث فريد الديب محامي مبارك، واستمرت عملية الرد والتعقيب بين فريد الديب والنيابة لأكثر من ساعة كاملة.
كما نشبت مشادة بين المستشار أحمد رفعت، رئيس المحكمة، والمحامي عبدالعزيز عامر الذي كان قد سبق وطلب رد المحكمة، والذي حاول أن يتحدث إلى المحكمة والتي طالما حاولت إلزامه بالجلوس في مقعده، ومع إصرار المحامي اضطر القاضي إلى رفع الجلسة للمداولة، وعاد في جلسة ثانية ليصدر قراراً بإخراجه من القاعة وتتوقف المحاكمة للمرة الثانية.
المصدر: الحقيقة الدولية – العربية نت
المفضلات