بعد عام من انهيار الاتحاد السوفياتي بدأ الكرملين بسبب حاجته للأموال بيع جزء من ترسانته الضخمة من الأسلحة بما في ذلك طائرة سوخوي 27 المقاتلة، والتي تعد فخر صناعة الطيران الروسية.
وبعد ذلك بخمسة عشر عاما ظلت روسيا أكبر مصدر للأسلحة للصين حيث اشترت الثانية بما قدر ما بين عشرين وثلاثين مليار دولار طائرات مقاتلة ومدمرات وغواصات ودبابات وصواريخ، حتى إن موسكو باعت بكين رخصة لصنع سوخوي 27 باستخدام أجزاء روسية.
لكن اليوم نضب الكنز الصيني بالنسبة لروسيا، فقد أصبحت الصين منتجا لمعظم أسلحتها المتطورة بما في ذلك سوخوي 27 كما أصبحت قاب قوسين من تصنيع حاملة للطائرات.
واستطاع المهندسون الصينيون استنساخ أنظمة الطيران والرادار في سوخوي 27 كما أنهم استطاعوا -في أحدث صيحة- تركيب محرك صيني بها.
وفي العامين السابقين لم تعقد الصين أي صفقة أسلحة كبيرة مع روسيا.
منافس روسيا
وأصبحت الصين مصدرا للأسلحة لدول العالم النامية، لتنافس روسيا وتغير الميزان العسكري بعدد من مناطق الصراع بالعالم.
ويصف روسلان بوخوف بالمجلس الاستشاري لوزارة الدفاع الروسية العلاقة بين البلدين بالقول "لقد كنا الشريك الأعلى للصين بهذه العلاقة، والآن أصبحنا الشريك الأدنى".
وتعكس أزمة روسيا الأزمات التي تعاني منها الشركات الأجنبية. فقد بدأت الصين المنافسة في الأسواق الأجنبية بقوة بإنتاج القطارات والآلات المنتجة للطاقة والمعدات التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة.
"
بين عامي 2005 و2009 جاءت الصين تاسعا بين أكبر مصدري الأسلحة بالعالم، طبقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام
"
وحتى على الصعيد الأمني، تطور الصين حاليا أنظمة أسلحة بما فيها حاملات طائرات وطائرات تتخذ من هذا الحاملات قواعد لها بحيث تمكن بكين من تهديد تايوان وسيطرة الولايات المتحدة على غرب الهادي.
وتهدد صادرات المقاتلات الصينية والأسلحة الأخرى بتغيير التوازن العسكري في جنوب آسيا ومناطق أخرى من العالم.
وبين عامي 2005 و2009، جاءت الصين في المركز التاسع بين أكبر مصدري الأسلحة بالعالم، طبقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
ويعرب المسؤولون الروس عن قلقهم من احتمال أن تصبح الصين بعد وقت قصير مصدرا لأعداد كبيرة من الطائرات المقاتلة بدون مساعدة موسكو بعد أن كانت مستوردا رئيسيا للأسلحة الروسية بداية العقد الحالي. فقد بلغت قيمة واردات بكين من موسكو 16 مليار دولار بين عامي 2001 و2008 أي ما يعادل 40% من إجمالي الصادرات الروسية.
قلق أميركي
وتثير براعة استغلال الصين للتكنولوجيا الروسية الأسئلة حول التعاون القائم بين واشنطن وبكين في المجالات المدنية والتي قد تفيد الأخيرة في تطوير صناعة الأسلحة.
فشركة صناعة الطيران الصينية تقوم بإنتاج الطائرات المقاتلة، لكنها في نفس الوقت تطور طائرة مدنية بالتعاون مع جنرال إلكتريك الأميركية.
وفي العام الماضي قررت وزارة الدفاع الأميركية خفض التمويل لبرنامج صناعة إف 22، وهي أحدث طائرة بالعالم، بأمل منع الصين من الحصول على التكنولوجيا المستخدمة بالطائرة لمدة 15 عاما على الأقل. لكن نائب قائد سلاح الطيران الصيني الجنرال هي وايرونغ أعلن حينئذ أن النسخة الصينية من مثل هذه الطائرة سيتم اختبارها بين ثماني وعشر سنوات.
وتقول وكالة استخبارات الدفاع الأميركية إنه سيكون باستطاعة الصين استخدام طائرات الشبح بأعداد معقولة خلال عشر سنوات.
ويقول سيمون وايزمان الخبير بتجارة الأسلحة بمعهد ستوكهولم الدولي إن الصين أصبحت تعرض أسلحة ذات تكنولوجيا معقولة بأسعار معقولة في معارض الأسلحة بالعالم، ويعتبر ذلك تطورا كبيرا بالمقارنة مع 15 عاما مضت. وقد أصبحت المنتجات الصينية تثير اهتمام الدول النامية خاصة طائرات جي إف 17 المقاتلة التي تستخدم محركات روسية.
المصدر: وول ستريت جورنال
المفضلات