عمان- عالم القضاة- مضى عام 2010 بحلوه ومره، ولم يعد سوى ايام تغيب بعدها شمس العام، وتشرق شمس 2011، والسؤال المطروح ماذا اعدت الرياضة الاردنية الى جديدها؟
هل نمضي بذات النهج دون تطوير لمعالجة الأخطاء والظواهر التي رافقت الموسم، ام ان جديداً سيحدث ونطوي صفحة تبدو غير مريحة؟
لا نريد ان نخوض في الجوانب الفنية، او ماذا انجزت الاتحادات من خطط، وهل وضعت نفسها في «الخانة» الصحيحة من حيث تقييم اعمالها دون محاباه، مستخدمة اسلوب «جلد الذات» حتى يكون البحث عن الأفضل دون الاكتفاء بما انجز، وان كان الذي تحقق البعض غير مقتنع به، الا انه يجد فيه اسلوباً لمواصلة موقعه في منصبه، مستفيداً من بعض المكاسب، وكأن ميدالية تحققت او فوزاً «عابراً» في جولة مع فريق غير معد، أو منافسة لا يتعدى بها عدد المشاركين ثلاثة لاعبين، مما يجعل امر صعود منصة التتويج أمراً لا مناص به، وكأنه قمة الانجاز، والتطلعات التي نسعى اليها فقط دون ان يكون هنالك البديل.
الشأن الفني ملفاته شائكة، ويحتاج الى صفحات، حيث كانت «الرأي» افردت حوارات موسعة مع اصحاب القرار في الاتحادات في حلقات موسعة، وهم الآن الاقدر على مراجعة تصريحاتهم وعمل مقارنة مع ما انجز، وهل هو وفق الطموح الذي كان معلنا؟ علما ان «الشمس لا تغطى بغربال»، وكل شيء اضحى مكشوفا، والتقييم يجب ان يكون وفق معايير حقيقية ومطبقة على ارض الواقع، وليست مجرد شعارات للتزيين!.
العام 2010 مضى كما مضت الاعوام الماضية، الا ان هذا الموسم شهد ظواهر وحالات، قد يكون الكثير مر عنها مرور الكرام، ولم تلفت انتباهه باعتبار انها امر عادي ولا تحتاج الى دراسة متانية لانها لا تقع في مجال الاختصاص- تنظيم بطولة، أو أصدار جدول، او تعميم قرارات وما اكثرها، لكن اين نكون من التنفيذ ان حصل!.
الظواهر التي اجتاحت الملاعب تبدو كثيرة، وتزداد مع الوقت، وتبدو انها هامة وتؤثر على مسيرة الرياضة، بل وتراجعها، فاذا كانت الاساسات غير صلبة فان ما يبنى عليها سيتعرض الى الانهيار في وقت ما، وهو ليس بطويل!
«الصرعات» التي ظهرت في الموسم الحالي لا تعد، الا اننا وليس على سبيل الحصر، سنتطرق الى البعض منها، لعل اصحاب القرار يضعون هذه الامور تحت المجهر لمعالجتها ومنحها اهمية شأنها شأن الجانب الفني.
«الاعتداء على الحكام» لم يكن مجرد حالة او حالتين حتى نقول ان الامر كان مجرد فورة غضب، بل ان الاعتداء تطاول واضحى اكثر من ظاهرة بعد ان تكرر باكثر من مشهد، وكأن «الاعتداء» اسلوب حضاري، وهو الطريق الوحيد للتعبير عن حالة لا يقدر الجماهير او حتى اللاعبون الحكم عليها، لانها شأن تحكيمي ذو اختصاص....والوقائع عديدة في بطولات كرة القدم هذا الموسم، ولم تقتصر على درجة معينة او فئة بحد ذاتها بل انها كانت عبارة عن «مسرحية» تنتقل للعرض داخل الملاعب.
اما الحالة الثانية والتي كنا تطرقنا لها وهي المشهد الاحتفالي بالفوز، والذي يأخذ طابع غير محبب بالصدح بكلمات ليس لها مكان في عالم الرياضة، وكأن كلمة «خاوة» سخرت الفوز باللقب، حيث يتناسى الفريق الفائز جهده ويظلم نفسه، بل ويخلق جواً من التوتر بهذه العبارة والتي قد تستفز «الخاسر» وتؤدي الى اشتباك وخروج عن النص، الجميع في غنى عنه، والغريب اننا لا نقتدي بالايجابيات، بل نخوص في السلبيات، والمثير ان من يطلق عبارة «الخاوة» اضحى من الفئات العمرية والتي يجب ان تكون تعلمت مكتسبات اكثر فائدة للرياضة لانهم جيل المستقبل.
ومن حالة الاحتفال الى مظهر قد يكون من اكثر المظاهر«قلقاً» رغم انه بسيط، الا انه يعيد الرياضة الى عصر قد تكون في غنى عنه.. وهو التعبير على الاعتراض بالانسحاب، والسؤال هل فكر المدرب او دار في «خلده» ماذا سوف يكسب اللاعب الناشىء من هذا المظهر؟ وهل سيكون هذا اللاعب الذي يشهد الامر ويطبقه رغم انه استجاب لقرار متسرع من الاداري او المدرب، قد تم تأسيسه بالصورة الصحيحة ليكون قائد الغد؟
اسئله كثيرة قد نضعها حول هذا المحور، والأندية غائبة او متغيبة، تسمع وجهة نظر ترضيها، لكنها تناست الاعداد النفسي لهذا اللاعب، ومدى المكتسبات السلبية التي تؤثر على مسيرته الرياضة، وتجعله غير قادر على تفريق الخطأ من الصواب في مقتبل العمر!.
وللتنظيم «حكاية»، فالبطولات التي تنظم قد تفتقر الى الفكر الفني، والقدرة على التواصل، فالامر اضحى بتصدر واجهة الصحافة في التنظيم، لكن مع اقتراب الحدث تجد ان الفرق المعلن عنها للمشاركة تقلصت او «تبخرت» بفعل فاعل، لتعود البطولات بصيغة محلية مع نكهة بسيطة خارجية لتمنح كلمة «دولية»!.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل انك ترى «المعمعة» وسوء الترتيبات التنظيمية المتعلقة بمكان الجماهير او الضيوف او حتى رجال الأعلام، فالحابل يختلط بالنابل.
المشاهد كثيرة، وفي الأعلام حاولنا قدر الامكان ان نسلط الضوء على كامل الاحداث من شغب، أو فوضى تنظيمية أو احتفالات خاطئة ومظاهر اخرى تعكر انشاء جيل المستقبل، الا اننا لم نجد محاولات من اغلب الجهات المعالجة، وان ظهرت فانها كانت على استحياء في ندوة او ببيان استنكاري دون ان نضع يدنا على مكان «العطب» ومعالجته بالطريق الصحيحة حتى تعود الشجرة لطرح الثمار الطيبة.
المفضلات