نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية تقريرا يفيد بأن الميزانية الضخمة والمفتوحة التي استخدمها الحزب الجمهوري -المعروف شعبيا بالحزب الكبير العتيق- قد ساعدت في تقدمه في سباقات انتخابية عديدة.
لكن الديمقراطيين انتبهوا لهذه المسألة وينوون اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة هذه السياسة في الانتخابات الوطنية القادمة عام 2012، بعد أن ساهم المال في قلب الموازين في حملة انتخابات 2010 النصفية.
وتقول الصحيفة إنه في العادة لا يمكن للمال أن يحسم صراعا انتخابيا بمفرده، ولكن في ظل الوضع السائد والتذمر الذي يسود أوساط الجماهير من التدهور الاقتصادي، يمكن للمال أن يلعب لصالح حزب أو مرشح ما، لذلك فإن الجمهوريين هذا العام يمكنهم أن يحققوا نتائج غير متوقعة، وأن ينجحوا في أماكن كانت تعتبر عصية عليهم.
ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة الحملات الدعائية للانتخابات النصفية لهذا العام أربعة مليارات دولار، بينما بلغت تكاليف الحملات الدعائية للانتخابات النصفية الماضية 2.8 مليار دولار.
تدخل قضائي
وترجع الصحيفة سبب التدفق المالي على الحملات الانتخابية إلى قرار المحكمة العليا القاضي بأن الشركات والنقابات تتمتع بحرية التعبير عن الرأي، وبالتالي فإن لها الحق في المساهمة المفتوحة للتأثير في الانتخابات لصالح من تريده.
كما حث الحكم الشركات الغنية والكبيرة –التي تميل للجمهوريين أصلا- على التبرع السخي لهيئات أميركية مثل غرفة التجارة التي تعرف بالنشاط السياسي على الأرض.
وتنسب الصحيفة إلى ديمقراطيين قولهم إنهم تنبهوا للعبة ضخ مبالغ ضخمة بصورة مفاجئة في الحملات الانتخابية، وسيتخذون اللازم بهذا الخصوص في المرة القادمة.
وتقول رئيسة مؤسسة "أميركا فوتس" جوان فيتزجيرالد -التي تنسق جهود المجموعات المؤيدة للديمقراطيين- إن "هذا هو الأمر الطبيعي الجديد. علينا أن نواجه الواقع بصورة عقلانية".
وبينت فيتزجيرالد أن المجموعات المستقلة والمؤيدة للجمهوريين استطاعت أن تذلل التحديات المفروضة عليها، وأن تقتحم مناطق كانت في السابق تعتبر محسومة للديمقراطيين.
"
المجموعات المستقلة والمؤيدة للجمهوريين استطاعت أن تذلل التحديات المفروضة عليها، أن تقتحم مناطق كانت في السابق تعتبر محسومة للديمقراطيين
"
ديمقراطيون تحت النار
وتسوق الصحيفة مثالا على استخدام المال المفرط في الحملات الانتخابية بما حدث مع المرشح الديمقراطي جيمس أوبيرستار الذي ربح مقعده منذ 36 عاما وظل يربحه كل مرة في منطقته المناصرة للديمقراطيين.
فعندما بدأ التحضير للانتخابات النصفية لعام 2010 كان أوبيرستار واثقا من الفوز وبميزانية انتخابية قدرها 1.6 مليون دولار أمام منافسه الطيار المدني السابق تشيب كرافاك المبتدئ في مجال السياسة، والذي لم يرصد لحملته الانتخابية إلا جزءا يسيرا مما رصده أوبيرستار.
ولكن الأمور تغيرت مؤخرا بحسب الصحيفة، حيث بدأت الإعلانات التي تروج لكرافاك تنتشر في كل مكان، والأدهى من ذلك أن حملات دعائية ممولة من جماعات وأفراد لديهم قدرات مالية ضخمة، بدأت تظهر لحمل الرأي العام على عدم مناصرة أوبيرستار، وتدعوه إلى التقاعد بعد أن بلغ عمره 76 سنة.
وتقول الصحيفة إن بعض أعضاء الكونغرس الأميركي بدؤوا يتخوفون من المستقبل بعد أن طغت ظاهرة الأغنياء الذين يتبرعون بالمال السياسي.
النائب الديمقراطي بيتر دي فازو -المعروف بانتقاده لوول ستريت، والذي تعرض لهجمة مشابهة لتلك التي تعرض لها أوبيرستار- قال تعليقا على الموضوع "بإمكاننا أن نقترح على أصحاب المليارات في وول ستريت مشروعا يسمى: تبنّ مرشحا".
المصدر: لوس أنجلوس تايمز
المفضلات