كتب - محرر الشؤون المحلية - مرة اخرى تسقط مندوبة وكالة الأنباء الفرنسية في عمان، في اختبار المهنية والمصداقية والعمل الميداني، وتقوم وهي في عمان وليس في الطفيلة (لمن لا يعرف) بارسال خبر يحمل صفة العاجل ليتحدث عن أحداث ووقائع من نسج خيالها واعتماداً على هاتف ربما من أحد الناس اشتعل خياله فجأة فراح يتحدث للسيدة المقيمة في عمان، عن حدث دراماتيكي لم تتردد بعض الفضائيات والاذاعات هي الاخرى في منحه صفة العاجل، دون ان يقوم أحد من هؤلاء وبخاصة السيدة مراسلة فرانس برس بأي محاولة للتأكد من صدقية «الشائعة» من مصادر عديدة، وتحديداً من ابناء الطفيلة الذين احتفوا بمليكهم واستقبلوه، كما رآها الأردنيون وكل من شاهد الشاشة الأردنية، بما يليق بحادي ركبهم وقائد سيرتهم الوطنية من احتفاء وتكريم وكانت جماهير الطفيلة محتشدة بكثافة تكاد ان تسد شوارع المدينة امام الركب الملكي، الذي شق طريقه بصعوبة بالغة للوصول الى مكان الاحتفال الجماهيري الواسع..
كان بمقدور السيدة المراسلة ايضاً ان تهاتف الزملاء الاعلاميين الذين ذهبوا لتغطية الزيارة الملكية لهذه المحافظة العزيزة من محافظات الوطن والتي تحظى بمكانة رفيعة على جدول أعمال جلالة الملك الشخصية ما كان بمستطاع الزميلة مراسلة فرانس برس في عمان ان تهاتف اعلام الديوان الملكي والهواتف كافة معروفة لديها، كي تخرج بالقصة الحقيقية من مصادرها رغم وجودها في عمان لا ان تكتفي بارسال اشاعة يعلم كل من يعلم علاقة الاردنيين بمليكهم انها لم ولن تحدث ابداً..
هنا يتوجب طرح الاسئلة الكثيرة والكثيرة التي لم يعد المرء يعرف اجوبة عليها.. لماذا كل هذه الاثارة المقصودة عند تحرير الخبر الصحفي عن الأردن من قبل مراسلة الوكالة المذكورة؟
ولماذا تغيب المهنية والمصداقية والحياد والموضوعية عن هذا الوكالة ومراسلتها عندما يتعلق الخبر بالاردن وقيادته على وجه الخصوص؟
ثم أي عمل صحفي او اعلامي هذا الذي يعتمد العمل المكتبي للقيام بمسؤولياته دون ان يراعي ابسط قواعد العمل الاعلامي والصحافي القائم على التحري عن الخبر من مصادره المتعددة قبل الدفع به الى اذان أو عيون الجمهور؟
لسنا ممن يحاولون التحريض على احد او الاساءة الى اي من زملائنا في مهنة المتاعب هذه لكن أليس من حقنا ان نتساءل ونشكك في الدوافع التي تقف ممارسات اعلامية او صحفية كهذه ونذهب الى الاستنتاج الذي يصل الى مرتبة اليقين وهو ان هناك مصالح واحقادا شخصية تقف خلف سلوك بائس كهذا يفتقر الى ادنى مواصفات ومعايير العمل الاعلامي والصحفي.
المفضلات