كتبت – هلا العدوان - يضع الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الحفاظ على القدس ومقدساتها وهوية المدينة العربية على راس اولويات الاجندة الدبلوماسية الاردنية لا سيما في وجه المخططات الاسرائيلية الهادفة الى الاعتداء على هذه الهوية ومحاولات تغيير واقع المدينة العربي والاسلامي.
في كل مرة حاولت اسرائيل المس بهوية المدينة المقدسة ومقدساتها كان الاردن ينجح باجهاض هذه المخططات ويمارس ضغوطا شديدة على الحكومة الاسرائيلية بان لا تحاول تنفيذ اي مخطط اواعتداء على القدس او مقدساتها او محاولات تفريغها من اهلها على اعتبار ان مدينة القدس تشكل خطاً احمر لا يمكن القبول المساس به.
الدبلوماسية الاردنية وعلى كافة الصعد والمستويات عملت منذ فترة طويلة على التصدي للمخططات الاسرائيلية التي تتعلق بهدم جسر باب المغاربة حيث وصف دبلوماسيون عرب واجانب ان الاردن خاض معركة دبلوماسية وقانونية وسياسية في مختلف المحافل الدولية لمنع تنفيذ هذا المخطط رغم التعنت الاسرائيلي ومحاولات الالتفاف على كافة الجهود التي بذلت في هذا الاتجاه الا « رسالة الاردن « وصلت بوضوح الى الحكومة الاسرائيلية وفق الدبلوماسيين ذاتهم بان هذا الامر لا يمكن السماح به.
هذا الضغط الدبلوماسي الاردني المؤثر وفق كافة المصادر جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوقف مخططا لهدم جسر المغاربة في القدس الشرقية المحتلة حيث كشفت مصادر سياسية انها ليست المرة الاولى التي يتدخل الاردن بشكل حاسم لوقف مخططات اسرائيلية ضد القدس ومقدساتها واهلها.
وتحاول اسرائيل عبر محاولات هدم جسر باب المغاربة ، تغيير الواقع على الارض ، خصوصا لجهة محاولات تهويد المدينة المقدسة من خلال السماح لليهود وخاصة
المتطرفين الدينيين من الوصول الى باحات المسجد الاقصى في خطوات خطيرة يصفها سياسيون بصاعق انفجار لا يمكن توقع تبعاته.
وفي ذات الملف قامت وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في الأيام الأخيرة ، بشن حملة ضد الهدم الاسرائيلي للجسر معتبرة ذلك اعتداء صارخا مدانا ومستنكرا وجزءاً من مؤامرة اسرائيلية للاعتداء على المسجد الاقصى.
وفي سياق الجهد الدبلوماسي الاردني في الدفاع عن القدس ومقدساتها استطاع الاردن من استصدار العديد من القرارات الدولية التي من شأن تنفيذها اجهاض المشاريع الاسرائيلية الهادفة لتهويد القدس ومقدساتها الى جانب الاستناد الى كافة الشرائع الدولية والانسانية بان اي قرار تتخذه سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة القدس المحتلة تعتبر باطلة حكما ومنعدمة اثرا.
وكان الاردن حقق انجازات قانونية ضد المخططات الاسرائيلية في موضوع باب المغاربة منحدر باب المغاربة من خلال قبول المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو في دورته 182 في باريس قرارا متقدما عن جميع ما سابقه الزم اسرائيل تنفيذ كافة واجباتها بهذا الشان بموجب القانون الدولي.
ويدعو القرار 182في الفقرة 13 منه اسوة بالقرار السابق 181 الى ضرورة ابداء اسرائيل التعاون اللازم تنفيذا لواجباتها بموجب القانون الدولي بهدف تأمين الوصول لموقع تل المغاربة ،بيد ان القرار الحالي زاد على ذلك من خلال تأكيد المجلس التنفيذي بصورة قاطعة ان هذا الوصول هو للخبراء الاردنيين وبالرغم من مطالبة الوفد الاسرائيلي خلال المفاوضات بدخول مشروط للموقع الامر الذي رفضه الوفد الاردني.
ويلزم هذا القرار اسرائيل بالتعاون الكامل مع المملكة في وضع التصميم الاردني لترميم جسر باب المغاربة ويحمل اسرائيل المسؤولية الكاملة في اعاقة وصول الخبراء الاردنيين للموقع لاخذ القياسات بهدف تمكين مشروع التصميم الاردني لباب المغاربة.
وأكد الاردن ذات مرة رفض الأردن لأي خطوات إسرائيلية يمكن أن تمس الهوية الإسلامية لباب المغاربة الذي تعتبره اليونسكو إرثا حضاريا وإنسانيا لا يجوز تغيير معالمه مشددا على عدم شرعية الإجراءات الإسرائيلية المتعلقة بجسر باب المغاربة وضرورة احترام القانون الدولي واتفاقيتي جنيف الرابعة ولاهاي لسنة 1954 في هذا الشان.
وباستخدام اليونسكو لغه الزام اسرائيل استئناف تعاونها مع الخبراء الاردنيين فان في ذلك اعترافاً واضحاً من اليونسكو ان تعاون اسرائيل مع المملكة توقف تماما بالرغم من ادعاءات اسرائيل لليونسكو بالعكس ومحاولاتها الايحاء باستمرار التعاون مع السلطات الاردنية ودائرة الاوقاف بينما تواصل القيام باجراءتها الاحادية.
كما تمهد النجاحات الاردنية في هذا الملف وفق المصادر المتابعة امام الاردن بنقل ملف القدس برمته الى محكمة العدل الدولية للطعن في شرعية الاجراءات الاسرائيلية.
المفضلات