عمان - بترا - استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني امس الأحد وفد اللجنة الفرعية للشرق الأوسط في مجلس أوروبا، برئاسة جوزيت دوريه، حيث جرى بحث علاقات التعاون بين الأردن والمجلس، وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومجمل تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.
واستعرض جلالته، خلال اللقاء، مسيرة الإصلاح الشامل والخطوات التي اتخذها الأردن في هذا الشأن، مشيراً إلى الانتخابات النيابية التي جرت في شهر كانون الثاني الماضي والتي نتج عنها برلمان منتخب، وتشكيل حكومة برلمانية، يرأسها رئيس وزراء تم اختياره بالتشاور مع أعضاء مجلس النواب.
وأعرب جلالته عن تقديره للدعم الأوروبي لمسيرة الإصلاح في الأردن في مختلف مراحلها، والتي مكنته من الاستفادة من الخبرات الأوروبية في هذا المجال، مشيرا إلى مستوى العلاقات الأردنية الأوروبية المتقدم، وداعيا إلى ضرورة البناء عليها وتطويرها تحقيقا لمصالح الجانبين.
وحول مستجدات الأوضاع في سوريا، حذر جلالته من أن استمرار تدهور الأوضاع هناك سيفاقم من مشكلة تدفق اللاجئين السوريين خارج بلدهم، مشددا على أن الأردن، الذي يستضيف العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، يتحمل أعباء ضخمة تفوق قدراته وموارده، وداعيا جلالته المجتمع الدولي ومنظماته إلى تحمل مسؤولياتهم بهذا الاتجاه، لتتمكن المملكة من تقديم الخدمات الاغاثية والإنسانية التي يحتاجونها.
وتطرق جلالة الملك، خلال اللقاء، إلى جهود تحقيق السلام ونتائج زيارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى الأردن، والمساعي المبذولة من مختلف الاطراف لضمان إحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بما يعالج مختلف قضايا الوضع النهائي، واستنادا إلى حل الدولتين.
من جهتها، أكدت رئيسة اللجنة الفرعية المعنية بالشرق الأوسط في مجلس أوروبا، أن اختيار اللجنة لبدء جولتها في المنطقة من الأردن يأتي تقديرا لمكانة المملكة السياسية الهامة من المنظور الأوروبي.
وقالت دوريه إن زيارة اللجنة إلى الأردن، تأتي دعما للإصلاحات العميقة التي اتخذها بقيادة جلالة الملك وصولا إلى الإصلاح الشامل، الذي تشكل المملكة نموذجا رائدا له.
وفي الوقت الذي أكد فيه أعضاء اللجنة خلال اللقاء دعم الدول الأوروبية للتحول الديمقراطي في المنطقة، أعربوا عن استعداد مجلس أوروبا لتقديم جميع الخبرات للمملكة للمضي قدما في تنفيذ برامجها الإصلاحية، منوهين في هذا الصدد إلى الاستفادة التي يمكن لمجلس النواب الأردني والمؤسسات ذات العلاقة تحقيقها من الخبرات القانونية والاستشارية والفنية لمجلس أوروبا من خلال حصول الأردن على وضع الشريك في المجلس.
وأثنى أعضاء الوفد على رؤية جلالة الملك الحكيمة في التعامل مع مآلات الربيع العربي، مؤكدين أن أوروبا معنية بمواصلة التنسيق والتشاور مع الأردن حيال الأوضاع في المنطقة، وتقديم جميع أشكال الدعم له لتمكينه من التعامل مع التدفق الكبير للاجئين السوريين إلى أراضيه.
وأشاروا في هذا الإطار، إلى تفهمهم للصعوبات التي يواجهها الأردن وإدراكهم لحجم الأعباء التي يتحملها لاستضافة الإعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين رغم محدودية موارده.
وأعربوا عن تقديرهم لمساعي جلالته الموصولة لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، مؤكدين حرص بلدانهم على تطوير وتفعيل علاقات التعاون مع الأردن الذي وصفوه «بالشريك الاستراتيجي لأوروبا». وحضر اللقاء رئيس مجلس النواب المهندس سعد هايل السرور ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري.
المفضلات