التأمل هو حالة " اللافعل " أو ما يطلق عليه "حالة الصفر" لأننا فى التأمل نقوم بإيقاف العقل تماماً ونحاول شيئاً فشيئاً إبعاد الأفكار والعمل العقلى أثناء التأمل حتى نصل إلى مرحلة إيقافه تماماً، وبهذا نصل إلى كل ما سبق ذكره من فوائد بعد أن أرجعنا سيطرتنا على هذا العقل ليكون خادما وليس سيداً، وبالطبع أن الأمر فى أوله لن يكون سهلاً فكل شىء يحتاج لبعض المجهود على الأقل فى أوله وبالذات مع عقول كعقولنا وأنفس كأنفسنا اللذين أرهقناهما إلى أبعد الحدود.
تنبع أهمية التأمل عند شعور الإنسان بالتوتر والقلق والإحباط وعند مواجهة الضغوط والمشكلات التى تحتاج إلى الاسترخاء والهدوء وإعادة تنظيم التفكير.. بل وإعادة برمجة العقل حتى يصل الفرد إلى إعادة صياغة وترتيب أفكاره وأهدافه، وأيضا إلى تخلصه من الاضطرابات النفسية والانفعالات السلبية الناتجة عن ضغوط الحياة ومشاعر الإحباط والفشل واختلال التوازن والقدرة على التوافق النفسي والاجتماعي
والتأمل يتضمن تدريب الشخص على التخلص من الأفكار السلبية الانهزامية المعوقة والمخاوف والوساوس المزعجة والمواقف والذكريات المؤلمة , بحيث يصل إلى درجة أن يأمر ذهنه بالتوقف فوراً عن التفكير فى هذه الأفكار السلبية أو أن يطردها من ذهنه ويحل محلها أفكاراً إيجابية تشحن طاقاته النفسية وتحفزها للانطلاق من جديد فى الاتجاه الصحي السليم وتكمله مشوار الحياة بعزيمة وإرادة لا تلين
وفى هذا الصدد يؤكد كريم العقيلي استشاري التدريب أن التأمل قد يكون حلا للكثير من المشاكل الحياتية التي يواجهها الفرد فى الفترة المعاصرة مما يساعده على التكيف مع الواقع المحيط به رغم قسوته ومرارته أحيانا
معتبرا أن من فوائد التأمل من الناحية الروحية الوسيلة الأقدر على إعادتك إلى طبيعتك الإنسانية السليمة، والتى يرجع فيها زمام القيادة إلى الروح وليس العقل، فالعقل مبنى على معلومات غير منقحة ومتغيرة تميل أكثر إلى العادات التى تكونت مع الزمن، منها المشوش ومنها السليم، أما الروح فمرجعها الفطرة والتى هى نقية من أى شىء لأنها الأصل ولأن بها خلقنا الله -عز وجل- كى نحيا حياة سعيدة.
وشدد على أن فوائد التأمل من الناحية الإجتماعية والعملية فهو نتاج لما سبق ذكره، حيث إنه سيترتب عليه استقرار تام فى العلاقات بعد هذا الهدوء النفسى والروحى، وارتفاع وتقدم فى الحياة العملية نتيجة لصفاء الذهن وقوة التركيز والذى يساعد على أداء العمل على أكمل وجه.
وينصح العقيلي أنه لكى تمارس التأمل بشكل صحيح فكل ما تحتاجه هو أن تجلس فى مكان هادىء، أغمض عينيك، قم بتشبيك أصابع اليد، قم بالجلوس بأقدام متشابكة أو مطوية "مربع رجلك"، ابدأ بالتركيز على تنفسك واترك أى شىء آخر، ودع العنان لنفسك وسترى كم الفوائد التى ستصل إليها من هذه الجلسة البسيطة والتى سيكون أهمها هى الإجابة على أهم سؤال فى حياتنا وهو، من أنا؟
المصدر : بوابة النجاح
المفضلات