\
/
\
رمـضــانـيـات ... المحظورات والتراويح – 2 –
الكاتب : الشيخ محمد عايد الهدبان
الله سبحانه وتعالى فرض علينا الصوم من فوق سبع سموات ، وهو فرض عين على القادر ، يجب الصوم على كل مسلم بالغ عاقل صحيح مقيم خالٍ من الموانع . كما قال عليه الصلاة والسلام (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق )
ومن هنا أبدأ :
تطرقت في الجزء الأول الى أمرين وهما : السحور و الإفطار ، و أكمل هذه الرمضانيات في هذا الشهر المبارك و أتكلم عن أمرين أيضا : وهما المحظورات في شهر رمضان وعن صلاة التراويح .
الأول : محظورات شهر رمضان .
كثيرة هي المحظورات التي في شهر رمضان . وقد لا استطيع ان أحصيها كلها ، لذلك سيكون الجهد مني على قدر الاستطاعة بحيث أتكلم عن بعضها .
واذا نظرنا الى تعريف الصيام نجد أولى هذه المحظورات : ( الصوم : هو الإمساك بنية الأكل والشرب والشهوة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ) من هنا نعلم أول المحظورات في رمضان وهو محدد بوقت من الفجر الى المغرب وهي الاكل والشرب والشهوة .
ولكن هناك بعض المحظورات ما تكون ايضا مرتبطة بنفس الوقت المحدد الذي يكون من الفجر الى المغرب او يكون غير محدد بوقت بحيث يكون كل اليوم وكل الحياة ؛ فالذي مرتبط بوقت محدد مثل قطرة الأنف ومثل أبرة التغذية فهذه تسبب الإفطار للصائم .
والتي تكون في كل الوقت محرمة هي فحش القول واللسان والعين ، ( و يجب على الصائم أن لا يُعرض صيامه لما يفسده ويُضيع ثوابه ؛ فيمسك أعضاءه وجوارحه عن كل ما يغضب الله تعالى ويضيع الصوم كالغيبة والنميمة، والقيل والقال، والنظر إلى ما حرمه الله تعالى، والخصام والشقاق، وقطع صلة الرحم، وغير ذلك من الأمور التي من شأنها ضياع ثواب الصوم؛ عملاً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: « رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ » أخرجه النسائي وابن ماجه وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، فكل ما أذهب التقوى أو أضعفها يذهب بثواب أو يضعفه؛ لأن الصيام شُرع لتحصيل التقوى؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة 183) )
الثاني : التراويح :
هذه الصلاة التي بها يفرغ المؤمن كل همومه بين يد ربه سبحانه وتعالى ، ولها من اسمها نصيب حيث يستريح المسلم فيها وبها ، و سميت بصلاة التراويح لأن المصليين كانوا يستريحون بين كل ركعتين او اربعة .
واذكر في هذا المقام قصة هذه الصلاة وبدايتها وكيف تم جمع المسلمين عليها : (عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصٌلِّي بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عَجَزَ المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه لم يخف عليِّ مكانكم، ولكني خشيتٌ أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها .)
روى البخاري في "صحيحه" عن عبد الرحمن بن عبد القاري ، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رمضان إلى المسجد ، فإذا الناس أوزاع - أي جماعات متفرقة - يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط - الجماعة من الرجال - فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحدٍ لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أُبيِّ بن كعب . ثم خرجتُ معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر : نِعْم البدعة هذه، والتي ينامون عنها، أفضل من التي يقومون، يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله .
هذه هي قصة بداية صلاة والتراويح ونشأتها . والان الدور علينا لنقومها لكي ننال ثوابها وبركة أجرها كما قال عليه الصلاة والسلام : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ... فعلينا ان نحافظ عليها ونخرج بكامل اجر الصلاة .
ادعو الله لي ولجميع المسلمين بالخير والسداد .
الشيخ محمد عايد الهدبان
المفضلات