ويسألون لماذا نكرههم
في تطاول جديد على الإسلام.. صحيفة وول ستريت جوارنال تصف نبينا محمد بالقرصان وتقول: ظاهرة القرصنة في المياه الإقليمية تعد انعكاساً لغزوات النبي محمد!!
التقرير كما ظهر في الصحيفة
فى تطاول صارخ على الدين الإسلامي، والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، قالت صحيفة وول ستريت جوارنال إن ظاهرة القرصنة في المياه الإقليمية، تعد "انعكاساً لغزوات النبي محمد في السنوات الأولى للإسلام"، بحسب تعبير الصحيفة.
قائد الاساطيل العثمانية خير الدين بربروسا كما صورته صحيفة وول ستريت جورنال
وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب ستيفن بروثيرو إلى أن نشاط القرصنة في سواحل الصومال والذي يقوم على الجماعات الإسلامية، مثل القاعدة والشباب المسلمين، يشابه كثيراً عهد "الغارات التي كان يقوم بها المسلمون"، موضحاً أنه "حينما انتقل النبي محمد وأتباعه فى عام 622 مـ من المركز التجاري بوسط مكة إلى أماكن زراعية بالمدينة، وجد معظم المهاجرين أنفسهم عاطلين بلا عمل، فهم لا يمتلكون أراضى زراعية بالمدينة، ولأنهم تركوا وراءهم الموردين والعملاء فإنهم لم يستطيعوا أن يمارسوا التجارة كما كانوا يفعلون بمكة، ومن ثم تحول النبي محمد إلى ممارسة الغارات أو ما يسمى بالغزوات، حيث كان أتباعه يقومون بأسر القوافل والجمال واحتجازها للحصول على فدية على غرار ما يفعله القراصنة الصوماليون اليوم، من الاستيلاء على السفن والمؤن والبحارة".
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من فشل العديد من غزوات النبي الأولى، إلا أنها كانت سببا لتغيير مسار القوافل، تماما مثلما يحاول القراصنة الصوماليون الآن إعادة رسم خريطة الملاحة في خليج عدن.
وأكد أنه "إلى جانب الزراعة والرعي والتجارة، كانت الغزوات تمثل نشاطا معترفا به في الاقتصاد العربي خلال القرن السابع الميلادي، ولكن الغزوات هذه كانت أيضا هواية أو رياضة وطنية لتدريب الفتيان على الانتقال إلى مرحلة الرجولة".
وكما هو الحال في نشاط القرصنة الآن، فإن الغزوات الأولى كانت دائما ما تنتهي تقريبا دون إراقة دماء، ومنذ أن بدأت حلقة الثأر عن أى وفاة بين القبائل والغازين فنجد أن القراصنة تعهدوا مؤخرا بالرد على مقتل قراصنة منهم على يد القوات الخاصة الأمريكية والفرنسية.
وقال بروثرو إن كل هذا قد يكون محض تهم قديمة باستثناء حقيقة أن المسلمين اليوم يعتبرون أن "محمدا" ليس فقط آخر أنبياء الله، ولكنهم أيضا يصفونه بأنه إنسان بكل معنى الكلمة، فالحديث النبوي الذي يسجل الآلاف من معتقدات وسلوك النبي، يتم إتباعه بشكل تفصيلي من قبل المسلمين.
وأضاف أن هناك بالطبع طرقا لقراءة المصادر الإسلامية بشكل يتناقض مع القرصنة، ولكن نبي الإسلام نفسه قام بتنظيم وممارسة الغزوات برا في القرن السابع الميلادى، والتي تضاهى القرصنة التي تعرقل حركة التجارة العالمية في أعالي البحار، وعلى الأقل فإن بعض القراصنة الصوماليين يرون أن مكاسبهم تتسق مع طاعة الله، ويستشهد الكاتب بتصريح أحد القراصنة لوكالة رويترز في وقت مبكر من هذا الشهر، قائلا "نحن مسلمون، كما أننا مشاة بحرية وخفر سواحل ولسنا قراصنة".
وأكد الكاتب أن نقطة الجدل هنا ليست في اتهام "محمد" بأنه مجرم، ففي الوقت الذي كان يشن محمد غزواته لم يكن هذا جرما ما دام هذا كان يتم وفقا للقواعد المتفق عليها، فكان من غير المسموح شن هجوم على أحد أثناء الحج، ولكن في وقتنا الحاضر فإن القرصنة هي جرم ينتهك القانون الدولي، وعلى أى حال فإنه لا يوجد كثير من الدلائل بأن القرصنة الصومالية تتم بدافع ديني بقدر ما هي بدافع الجشع.
ويرى الكاتب أن محاولات المجتمع الدولي لصياغة حلول للقرصنة الصومالية لا يجب أن تخلو من بحث الأسباب الدينية أولا جنبا إلى جنب مع الأسباب الاقتصادية والسياسية، وأن على المسلمين أن يشاركوا فى صياغة تلك الحلول، كما أنه يلزم على قادة الدول الإسلامية فى أنحاء العالم استنكار وإدانة هذه الممارسات.
وأوضح أنه "مثلما يقوم المسيحيون حسنو النية بإعادة النظر في الممارسات والمعتقدات القديمة التي لا مكان لها في العالم الحالي مثل معاداة السامية، كذلك يجب على المسلمين مراجعة التقاليد والتفسيرات الإسلامية التي يمكن أن تستخدم لتبرير الجرائم على الأرض أو في أعالي البحار".
وارفق مع التقرير صورة جاء في شرحها انها لخير الدين بربروسا وهو قائد اساطيل الدولة العثمانية في القرن السادس عشر، وطبقت شهرته الافاق كمجاهد ضد الصليبيين، الا أن الصحيفة أظهرته يحمل حربة مشعبة، كحربة الشيطان في الفكر الغربي.
المصدر : الحقيقة الدولية + اليوم السابع- 10.6.2009
المفضلات