السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميع ما يفعله الناس بقدر.
قال تعالى :قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هل ما يصيبنا من شر قد كتبه الله لنا ؟ وإذا كان الجواب بنعم فما معنى قوله تعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ.ع . خ ، غ . - عفيف -.
جميع ما يفعله العباد من حسنات وسيئات كله بقدر كما قال عز وجل: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ[1]، وقال سبحانه: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا [2]، وقال سبحانه : قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا[3]
ومع ذلك فالحسنات من فضل الله لأنه هو الذي كتبها ووفق العبد لفعلها فله
الحمد على ذلك وأما السيئات فهي بقدر الله وأسبابها أفعال العباد ومعاصيهم
كما قال عز وجل: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[4]، وقال عز وجل : إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ[5] الآية.
وهو سبحانه قدر الحسنات والسيئات، ووفق
العبد لفعل الحسنات، ولم يوفق العصاة لترك السيئات ، لحكمة بالغة وأسباب
يحدثها العباد ، وهو سبحانه المحمود على كل حال لكمال علمه وكمال حكمته
وعدله.
[1]سورة القمر الآية 49.
[2]سورة الحديد الآية 22.
[3]سورة التوبة الآية 51.
[4]سورة الشورى الآية 30.
[5] سورة الرعد الآية 11.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع
موقع الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
المفضلات