السلام عليكم
ويسألني طبيب النفس والأعصاب عن نفسي ...
عن الأيام في الأسبوع
عن يومي وعن أمسي
..ويرقبني بنظرةِ حاذقٍ يرتابُ في نطقي وفي همسي ..
ويسألني عن الأعداد وعن تاريخيَ المنسي
, وينشب ضمن أعماقي عن العقدِ ..
وعن سبب لأحزاني التي تبدو .. بلا سببِ ....
أقول : بأن أيامي تساوت في رتابتها من الميلاد للأبدِ ,
أعيش كإنسان أعمى
أصم الأذن مرتعدِ ..
ويسألني عن المطر ..
أفيد بأنه دمع السماء
ومأتمُ القمرِ الذي يبكي من البشرِ ..
على البشر ...
ويسألني طبيب النفس في عجبٍ عن الحب ..
وعن شعر رقيق اللون في أدبي ,وعن ذاتيةٍ تطغى على كتبي ..
فكيف تسلل الإنسان للبرج الخرافي الذي يعلو عن الصخب ..؟؟..
أقول بأنني كالبحر في حزني وفي طربي ,
أعيش تجاربي طفلا بريئا جامح الغضب ...
نزيف الجرحِ يا دكتور في لبنان أرهقنا وأدمانا ..
ونهر الدم في إسرائيل مزدحمٌ بقتلانا ..
وإسرائيل ترقبنا ..
مصفقة ..
مشجعة..
تقررُ أن نعيش العمر إرهابا وأحزانا ,
وأن نرضى بإسرائيل بالكرباج نعشقها ..
وبالإكراه نمنحها مزيدا من أراضينا ...
فكيف تريد يا دكتور أن أنجو من التعب ...؟؟
وأن أحيا بلا أذن ولا عين , بفرن النار واللهب ...؟؟
تقول بأنني عصبي ...؟؟؟
نعم ...عصبي ..
وعين الذئب ترقبني ,
تسد منافذ الهرب ...
أنا الحابي على ركبي ..
أنا الحاني على أجساد أطفالي من الرعب ...
أجل عصبي ....
لماذا يا طبيب النفس ترهقني وتجرحني ..؟؟
وتسحب من فمي ماء ثقيلا سوف يخنقني ويشنقني ...؟؟
نزيف الجرح في ثغري يؤرقني ..
وصمت الغرفة البيضاء والجدران تسحقني ...
عصابيٌّ وبي هوس ..
عصابيٌّ ..وبي خوف
يعيش معي ويقلقني
فأنقذنِي من الكابوس ..
فالكابوس يحرقني ...
أنا المجنون بالإكراه والمغلول في كفني ...
أنا المخنوق في دمع اليتامى من بني وطني ......
أنا المنزوع من بدني....
المفضلات