عمون - بعد مرور ثلاثة أيام, أصرت خلالها اسرائيل على ان صاروخين اطلقا من سيناء الى العقبة, بدأت أمس الأحد التحقيق في اتجاه آخر, تعترف فيه بأن الاطلاق توجه نحو ايلات وتطلب عون مصر والأردن في هذا التحقيق. وجاء هذا التطور في أعقاب العثور على اجزاء صاروخ ثالث في المياه الاقليمية الاسرائيلية, أمس الأول السبت.
وقالت شرطة ايلات ان شظايا الصاروخ الثالث وجدت بأيدي غواصة مدنيين من اسرائيل, على بعد سبعين مترا من شواطىء ايلات, وعمق ثلاثين مترا في قاع البحر الأحمر. وقد تم انتشال تلك الأجزاء بعد ان قامت قوات حرس الحدود والشرطة, باغلاق المنطقة الساحلية الجنوبية من مدينة ايلات واخلائها. واعلن عن المنطقة التي تمتد الى حدود طابا المصرية, منطقة عسكرية مغلقة. وأكدت الشرطة ان هذه الحادثة تؤكد ان هناك ثلاثة صواريخ أطلقت يوم الخميس الماضي من شمال سيناء باتجاه ايلات. وحسب المعلومات الاسرائيلية, فإن الصاروخ الذي تم العثور على بقاياه واخراجه من عمق البحر, هو من عيار 122 ملمتراً, فيما كان الصاروخان الآخران قد سقطا في المنطقة الأردنية, أحدهما في المنطقة الصناعية في مدينة العقبة المتاخمة لمدينة ايلات, والثاني في منطقة البحر الأحمر وهما من عيار 107 ملمترات.
وفي الوقت الذي نفى فيه وزير الخارجية المصري, احمد ابو الغيط, اطلاق صواريخ من الأراضي المصرية اعرب مصدر اسرائيلي عن اعتقاده بأن مصدر تلك الصواريخ تعود لتنظيمات فلسطينية او اسلامية متطرفة قريبة من تنظيم القاعدة, ومن المستبعد ان تكون قوات الأمن المصرية قد نجحت بالقبض عليهم, بسبب اتساع مساحة سيناء الصحراوية. وفي تصريح آخر لمسؤول عسكري في الجيش الاسرائيلي قال : آمل ان يسلط العثور على الصاروخ الضوء على مصادر اطلاقها. وأكد ان التحقيق جار في الموضوع في كل الاتجاهات. وان الدول الثلاث معنية بإخراج هذه المنطقة السياحية من الصراع, لأنها تعتبر حيوية جدا لاقتصادها. وفرضت الشرطة تعتيما على جوهر التحقيق, لأسباب أمنية, على حد قول الناطق بلسان الشرطة.
وقالت مصادر في الشرطة الاسرائيلية, ان الاتجاه السائد في التحقيقات هو ان هناك قوى فلسطينية ومصرية في سيناء تعمل لصالح تنظيم القاعدة, تحاول خرق الأمن والهدوء وتدمير فرع السياحة للدول الثلاث, مصر والأردن واسرائيل, الذي يعتبر مزدهرا في هذه المنطقة بالذات. ولم تستبعد مصادر فلسطينية ان تكون لهذه العملية علاقة بالأنباء التي نشرت في اسرائيل الأسبوع المنصرم وتحدثت عن قرب افتتاح خط طيران جديد بين حيفا وتل أبيب من جهة وبين العقبة من جهة ثانية هدفه نقل سياح اسرائيليين وأجانب لإمضاء فترة استجمام في فنادق العقبة. وقد انتقدت بلدية ايلات هذا المشروع بدعوى انه يعطل على السياحة في ايلات.
يذكر ان وحدة الارهاب التابعة للمخابرات الاسرائيلية, كانت قد طلبت من جميع المواطنين الاسرائيليين الذين تواجدوا في سيناء في فترة عيد الفصح اليهودي, (في بداية شهر نيسان الحالي), مغادرة المنطقة على الفور بعد وصول معلومات مخابراتية, تفيد بأن هناك تنظيمات متطرفة تنوي اختطاف مواطنين اسرائيليين يهود. وقد استجاب عدد كبير من المستجمين في سيناء وعادوا الى اسرائيل.
ومع ان هذه هي المرة التي يتم فيها اطلاق صواريخ غراد روسية الصنع باتجاه مدينة ايلات, الا ان مدينة ايلات تعرضت في العام 2005 الى اطلاق صواريخ كاتيوشا , من مدينة العقبة باتجاه سفينة تابعة للأسطول الأمريكي, الذي كان راسيا في خليج ايلات, الا ان الصواريخ اخطأت السفينة وسقطت بالقرب من مطار ايلات, واحدثت اضرارا كبيرة, بينما أصاب الصاروخ الثاني مخزنا تابعا للجيش الاردني في ميناء مدينة العقبة وادى الى مقتل جندي اردني واصابة آخر, وقد سقط الصاروخ الثالث في منطقة مفتوحة بالقرب من مستشفى العقبة.
المفضلات