الإحتواء الناعم للصحفيين
عبدالله الصوالحة – كوالالمبور- ماليزيا
في الدراسة التي أجراها مركز القدس للدراسات السياسية لمقياس المؤشر العام لحرية الصحافة والإعلام في الأردن والتي نشرت نتائجها في وقت سابق من الإسبوع الماضي أظهرت هذه النتائج لسياسات جديدة لم تكن متبعة في الماضي مع الصحفيين الأردنيين كما أنها تنبئت بمستقبل غير واضح لواقع الحرية الصحفية في المملكة من جانب الممارسين لهذه المهنة "الصحفيين" ومن جانب السياسات الحكومية المتبعة معهم , كما إن المتمعن في نتائج هذه الدراسة يجد العديد من النقاط والتي يجب أن تراجع من قبل الصحفيين أو من له شأن في الوسط الصحفي.
وإذا كانت سياسة الإحتواء الناعم لكسب تأييد الصحفيين تتمثل بالوعود في التعيين بمناصب حكومية والمنح والإعفاءات الجمركية والعلاج المجاني والمنح الدراسية , فلماذا يتم إنتقاد النواب إذاً من قبل بعض الصحفيين ويتغاضون عن نقد أنفسهم أو الإشارة من خلال مقالاتهم الى العروض التي تقدم إليهم من الحكومة لكي يتفادوا إنتقاد الصحفيين لها أو من قبل بعض المتنفذين مع إننا لم يتسنى لنا معرفة ما المقصود بهذه الكلمة, والأخطر من ذلك أن الدراسة أشارة الى تدخل رجال أعمال في الصحافة وتقديم الهبات لهم وهذا يطرح سؤال لماذا يتدخل رجال الأعمال في الصحافة ولمصلحة من؟ وما طبيعة هذا التدخل.
أما بالنسبة لتفضيل بعض الصحفيين على أخرين في الحصول على المعلومة وعلى الإجتماعات مع كبار المسؤولين فهذا يتناقض مع التشريعات المتصلة بالحق في الحصول على المعلومة لكل الصحفيين, كما يطرح سؤال عن فائدة عقد الورش والدورات التدريبية للصحفيين بهذا الخصوص والتغني بهذه التشريعات إذا كان حق الحصول على المعلومة للبعض الصحفيين فقط , أما الملاحظة هنا أن الصحفيين أنفسهم لم يشيروا إلى هذا التجاوز في الحق على الحصول على المعلومة من قبل قبل البعض.
كما أن التدخل في العمل الصحفي تجاوز حدود النواب والأعيان الى وجهاء العشائر ومؤسسات المجتمع مدني والطريف أن هذه الأخيرة دائما كانت تنادي بإحترام الحرية الصحفية وعدم التدخل بها أم عن الأحزاب السياسية فحدث ولا حرج فالكل أصبح ينادي بإصلاحات سياسية من وجهة نظره ويأخذ الأعلام والصحافة لتحقيق هذا التوجة أو لتركيز الضوء على مشروعه السياسي من خلال هذا التدخل والغريب بالأمر أن نسبة الإحتواء الناعم للصحفيين من بعض الأحزاب السياسية فاقت الإحتواء الناعم للأجهزة الأمنية. فالسؤال هل هذا يدل إلى أننا ما زلنا قادرين على إطلاق كلمات مثل "حرية" "ومصداقية" على المواد الصحفية المنشورة إذا كان الصحفي يخضع لإحتواء وجهاء العشائر؟
المواطن الأردني كان يعتقد دائما أن الأجهزة الأمنية هي التي تقوم بالإحتواء الناعم أو المضايقات فقط على الصحافة المكتوبة والمسموعة مع أن دورها يعرفه الجميع والمتمثل مثلاً بعدم نشر مواد تسيء للوحدة الوطنية لكنه لا يعلم أن المخفي أعظم وأن دور بعض الصحفيين في قبول الهبات ورحلات السفر والرضوخ لطلبات النواب والمتنفذين ورجال الأعمال والأحزاب السياسية ووجهاء العشائر هي العامل أو العمود الفقري لنتيجة المؤشر العام لحرية الصحافة والإعلام في الأردن لعام 2008 هو 5.9 من عشر نقاط
المفضلات