اضاءات من الكتاب والسنة على جوانب من العلاقات الاسرية
اعمال صغيرة ونتائج كبيرة :
يقول الله تعالى (لقد خلقنا الانسان في كبد) أي في تعب وشدة وهذا يقتضي ان هذه الحياة لا تكاد تخلو من صعوبات يواجهها المرء في نفسه وماله واهله وهكذا ولذا فان الانسان لا بد ان يعلم انه كذلك خلق يتقلب في الامور فساعة يكون في راحة واخرى يكون في شغل وثالثة في هم ورابعة في سعادة.. و.. و، وهذا هو حال الانسان ذكراً او انثى زوجاً او زوجة صغيراً او كبيراً ولذا فان الحياة وخاصة بين الزوجين وفي خضم مشاغل الحياة وتكاليفها تحتاج الى بعض ما يقدمه كل منا للآخر ليخفف عنه تقلبات الدنيا ورتابتها، فنحن نعلم ان الزوج يكد ويتعب ليؤمن ما يكفيه وعياله وقد تشاركه الزوجة في ذلك وتزيد عليه مسؤوليتها تجاه بيتها وتربية اولادها، فماذا نصنع وما هو المطلوب منا كي يستمر الود والحب والألفة داخل الاسرة؟ ماذا نفعل كي لا تضيع هذه المعاني السامية والرفيعة في بيوتنا الامر بسيط وليس كما يظن البعض انه شاق ويحتاج الى دراسة وعلوم، لست بحاجة الى ان تكون شاعراً او اديباً او فقيهاً او متخصصاً في علم الاجتماع، ان القضية تحتاج منا الى اعمال صغيرة يستطيعها كل واحد وهي متوفرة ولا ترتب اعباءً ولا جهوداً كبيرة ولا اموالاً طائلة لكن مردودها كبير وفائدتها عظيمة.
ان الزوج والزوجة والابناء يحتاجون الى ان يتكلموا بضع كلمات ويصنعوا بعض الأمور التي تفي بالغرض المطلوب، ان يعودوا انفسهم عليها بين الحين والآخر واعني بذلك مثل الامور التالية:.
- ان يتذكر الواحد ان يشكر الآخر اذا ادى له عملاً وان لا يشعره ان ذلك واجب عليه وفقط.
- الاهتمام بالمناسبات الخاصة والتغاضي عن الاخطاء حينها.
- اعرض على الطرف الآخر تقديم المساعدة وان كانت بسيطة وبادر الى ذلك.
ماذا يعيب الزوج لو انه وقف الى جانب امرأته وهي تعد الطعام وشاركها الحديث او عاونها في بعض ما تطلب؟ ماذا يعيب الزوج لو انه اذا رأى زوجته متعبة ان يصنع لها فنجاناً من القهوة مثلاً؟ وماذا على الزوجة لو انها اتت لزوجها بكوب من الشاي دون ان يطلب منها ذلك؟ ثم قال لها شكراً وحياها.
ماذا يعيب الزوج لو انه ساهم في اصلاح بعض شؤون البيت مع زوجه وعلم اولاده ان يكونوا عوناً لأنفسهم فلا يتكل كل واحد على غيره.
- اين موقع الهدية في حياتنا العائلية، اننا لا نذكرها الا في مناسبة للجيران او الاقارب او الاصدقاء، ترى متى آخر مرة اهديت ايها الزوج الى امرأتك شيئاً ولو كانت وردة صغيرة؟ ومتى هي فعلت ذلك؟ ومتى اهديت والدك او ولدك في غير مناسبة اجتماعية تشعر انها مفروضة عليك ولو كان كتاباً؟ فالعبرة بالقيمة المعنوية لمثل هذه الامور.
- ان يستمع كل واحد للآخر وبعد ذلك يشاركه في اهتماماته وان يعبر له عن ذلك.
نحن لا نبتعد كثيراً بهذه الاشياء وقس عليها كثيراً مما يمكن ان يؤدى، وقد كان يفعل من هو خير منا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اهل بيته ما يعينهم مع انه رسول الله وعليه من الاعمال ما نعلم من سياسة الامور وتدبير شؤونها الا ان ذلك لم يمنعه ان يكون رحيماً في بيته رفيقاً بنسائه فقد سئلت عائشة رضي الله عنها ما كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته قالت: ما كان الا بشراً من البشر كان يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه وفي رواية اخرى انه كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته ما يعمل احدكم في بيته.
المفضلات