لماذا يردد بعض (بل أكثر) الشباب هذه الكلمة عندما
يفشل في الحصول على وظيفة مثلاً , أو يفشل في إدارة عمل أو
يفشل في الدراسة.. دائما يرفع شماعة: ( ما عندي حظ !) أو
(حظي مش حلو) ودائماً يردد مقولة: " اللي ما عنده حظ لا يتعب" !!
أولاً .. يجب طرح تساؤل: من الذي غرس هذا المفهوم في عقول شبابنا ؟
هل هو الإعلام ؟
أم هي مقولة قالها شخص فاشل ثم أصبحت مثلاً ؟
فهذه المقولة أعتقد أنها أهدرت الكثير بل الكثير جداً من طاقات شبابنا العقلية والجسمية..
فالناجحون في الحياة لا يؤمنون بـ ( الحظ السيئ )..
فأجد أن أكثر من يقولها ويرددها هم الشباب !
فتجد الشاب عندما يفشل مرة أو مرتين يجلس ويندب حظه !!
وكأنه يعطي مبرراً لفشله بقوله: "حظي سيء" , وتجد مقولة (اللي ما عنده حظ لا يتعب) دائما على لسانه !!
فأحب أن أقول إن الناجحين لا يؤمنون بالحظ.. فأحد رجال الأعمال الناجحين سئل: كيف نجحت ؟ فقال بسبب بسيط.. وهو اتخاذي قرارات صائبة.. قالوا له كيف صنعت قرارات صائبة ؟ قال لهم: من تجارب فاشلة..
فهذا الشخص فشل لكنه تعلم من فشله وأخطاءه ثم نجح..
هذا هو الفرق بين الناجحين والفاشلين ..
وهذه المقولة أجدها منتشرة بكثرة لا سيما عند السوريين(حسب مالي شايفة )..
وكأنها أصبحت شيئاً مسَـلماً به !!
كيف نريد من شاب أن يبدع ويعمل ويصبح من الناجحين ومقولة (اللي ما عنده حظ ما يتعب ) مغروسة بعقله ؟؟
فبالتأكيد أي شاب في بداية حياته نتيجة لنقص الخبرة وبعض العوامل سوف يفشل..
لكن ليس العيب الخطأ أي شخص يخطئ عادي جدا ولكن العيب هو عدم التعلم من الخطأ ..
بكل بساطة بعد الخطأ اجلس بكل هدوء, أمسك ورقة وقلم واسأل نفسك أسئلة ودوّنها: ما سبب فشلي ؟ واكتب الأسباب 1..2..3.. ما الذي لم أفعله ؟ 1..2..3.. ما الذي يجب أن أتفاداه مستقبلاً 1..2..3.. وهكذا نكون قد تعلمنا من الخطأ.. فالفشل هو مفتاح النجاح ...
أسألكم يا شباب: هل تؤمنون أن الحظ يلعب دوراً أساسياً في حياتكم ؟
لو تـعـلمـون مـن أيـن أتـت كـلـمـة الـحـظ لـكـفـرتـم بـهـا !!
نعم لكفرتم بها وكرهتموها , لأنها كانت تخدركم وتثبط عزائمكم ..
ولو علِم بها أحد المؤمنين بالحظ بعد فوات العمر لندم أشد الندم لكن بعد فوات الأوان ..
اقرؤوا من أين أتت فكرة ( الحظ ) :
لقد أتت هذه الكلمة من الزمن القديم, فإن أصلها يرجع إلى الوثنية الأولى حيث كان القدماء يرمزون للحظ بآلهة يعتبرونها مسؤولة عن حظوظ الناس في الحياة..
صحيح أن كلمة حظ وردت في القرآن الكريم (إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) القصص79. لكن هذه الكلمة في لغة العرب تعني: النصيب !! نعم النصيب أو الحصة أو السهم .. وليس كما يتصور أكثرنا الحظ بأنه قوة خارقة في الكون منّ الله بها على أناس دون آخرين "حاشى لله" ..
فالذين عندهم حظ ينجحوا في حياتهم والأشخاص عديمي الحظ سيفشلون كما يتصور البعض !!
إذاً هل بعد هذا يمكن أن نؤمن بشيء اسمه الحظ ؟ هل نبرر فشلنا وتقاعسنا على (حظي مش حلو ؟) أو ( ما عندي حظ ) ؟
فالناجحون لا يؤمنون بالحظوظ .. الناجحون هم أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها فإذا لم يجدوها صنعوها بأنفسهم ,, (كما يقول برناردشو)
أنا أعتقد أن اقتناع شبابنا بالحظ الجيد والحظ السيء أهدر الكثير من طاقات شبابنا وثبط معنوياتهم , وأفقدهم الثقة بأنفسهم ...
أنا أقترح عليكم يا شباب رفض مقولة: "اللي ما عنده حظ لا يتعب" واستبدالها بمقولة واقعية ومنطقية وهي: " اللي عنده عيون وراس يسوي مثل ما تسوي الناس " .. وهو مثل معروف بسوريا
فهذه المقولة تزرع الثقة في نفوس شبابنا.. وتحفز فيهم روح التحدي والمثابرة والإصرار على النجاح... فمشكلة القناعة بعقدة الحظ السيء مشكلة يجب علاجها.. وأول خطوة لعلاج المشكلة هي الاعتراف بأنها موجودة ......
فهل تتفقون أن المشكلة موجودة ؟؟ وما مدى تأثيرها ؟؟ ,,
فمن خلال معايشتي للكثير من الشباب السوريين وجدت أنها مشكلة مستفحلة بينهم..
وللأسف لا أسمع مقولة (اللي ما عنده حظ لا يتعب) إلا عند الشباب غالباً !!
المفضلات