بسم الله الرحمن الرحيم
طريقة أهل السنة في أسماء الله وصفاته :
طريقتهم إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل .
التحريف :
التحريف لغة : التغيير ، واصطلاحا : تغيير لفظ النص أو معناه .
مثال تغيير اللفظ:تغيير قوله تعالى : ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيما)(النساء: الاية164) . من رفع الجلالة إلى نصبها فيكون التكليم من موسى لا من الله .
ومثال تغيير المعنى : تغيير معنى استواء الله على عرشه من العلو والاستقرار إلى الاستيلاء والملك ؛ لينتفي عنه معنى الاستواء الحقيقي .
التعطيل :
التعطيل لغة ً : الترك والتخلية ، واصطلاحا : إنكار ما يجب لله من الأسماء والصفات ، إما كليا كتعطيل الجهمية ، وأما جزئيا كتعطيل الأشعرية الذين لم يثبتوا من صفات الله إلا سبع صفات ، مجموعة في قوله :
حي عليم قدير والكلام له
إرادة وكذاك السمع والبصر
التكييف والتمثيل والفرق بينهما :
التكييف إثبات كيفية الصفة كأن يقول : استواء الله على عرشه كيفيته كذا وكذا ، والتمثيل إثبات مماثل للشيء كأن يقول : يد الله مثل يد الإنسان .
والفرق بينهما أن التمثيل ذكر الصفة مقيدة بمماثل ، والتكييف ذكرها غير مقيدة به .
حكم هذه الأربعة المتقدمة :
كلها حرام ومنها ما هو كفر أو شرك،ومن ثم كان أهل السنة والجماعة متبرئين من جميعها .
الواجب في نصوص الأسماء والصفات :
الواجب إجراؤها على ظاهرها وإثبات حقيقتها لله على الوجه اللائق به ؛ وذلك لوجهين :
1. إن صرفها عن ظاهرها مخالف لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
2. أن صرفها إلى المجاز قول على الله بلا علم وهو حرام .
أسماء الله وصفاته توقيفية ، وهي من المحكم من وجه ومن المتشابه من وجه .
أسماء الله وصفاته توقيفية ، والتوقيفي ما توقف إثباته أو نفيه على الكتاب والسنة ، بحيث لا يجوز إثباته ولا نفيه إلا بدليل منهما،فليس للعقل في ذلك مجال لأنه شيء وراء ذلك.
وأسماء الله وصفاته من المحكم في معناها ؛ فإن معناها معلوم ، ومن المتشابه في حقيقتها ؛ لان حقائقها لا يعلمها إلا الله . والمحكم ما كان واضحاً وعكسه المتشابه .
أسماء الله تعالى غير محصورة : أسماء الله غير محصورة بعدد معين ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الدعاء المأثور ( أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحد من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) ([1]) . وما استأثر الله بعلمه فلا سبيل إلى حصره والإحاطة به . والجمع بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم : ( ،، لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ) ([2]) . إن معنى هذا الحديث : أن من أسماء الله تسعة وتسعين اختصت بأن من أحصاها دخل الجنة ، فلا ينافي أن يكون له أسماء أخرى غيرها ، ونظير ذلك أن تقول : عندي خمسون درعا أعددتها للجهاد ، فلا ينافي ،، يكون عندك دروع أخرى. ومعنى إحصاء أسماء الله أن يعرف لفظها ومعناها ، ويتعبد لله بمقتضاها.
كيف يتم الإيمان بأسماء الله ؟ :
إذا كان الاسم متعديا فتمام الإيمان به إثبات الاسم وإثبات الصفة التي تضمنها ، وإثبات الأثر الذي يترتب عليه ، مثل : ( الرحيم ) فتثبت الاسم وهو الرحيم ، والصفة وهي الرحمة ، والأثر وهو انه سبحانه يرحم بهذه الرحمة .
وان كان الاسم لازماً فتمام الإيمان به إثباته وإثبات الصفة التي تضمنها ، مثل : ( الحي) تثبت الاسم وهو الحي والصفة وهي الحياة . وعلى هذا فكل اسم متضمن لصفة ولا عكس .
صفات الله تعالى باعتبار الثبوت وعدمه :
تنقسم إلى قسمين : ثبوتيه وهي التي أثبتها الله لنفسه ، كالحياة والعلم ، وسلبية وهي التي نفاها الله عن نفسه ، كالإعياء والظلم .
والصفة السلبية يجب الإيمان بما دلت عليه من نفي وإثبات كمال ضده ، فقوله تعالى ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أحدا)(الكهف: الاية49). يجب الإيمان بانتفاء الظلم عن الله وثبوت ضده وهو العدل الذي لا ظلم فيه .
صفات الله باعتبار الدوام والحدوث :
تنقسم إلى قسمين : صفات دائمة لم يزل ولا يزال متصفاً بها ، كالعلم والقدرة ، وتسمى صفات ذاتية ، وصفات تتعلق بالمشيئة إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها ، كنزوله إلى السماء الدنيا ، وتسمى صفات فعلية .
وربما تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين ، كالكلام ، فانه بالنظر إلى أصله صفة ذاتية، لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً ، وباعتبار آحاده وأفراده التي يتكلم بها شيئًا فشيئًا صفة فعلية لأنه يتعلق بمشيئته .
العلامة محمد بن عثيمين يرحمه الله
المفضلات