ينتشر العديد من المباني المهجورة والآيلة للسقوط بمدينة القيصومة شرق محافظة حفرالباطن حتى تجاوز عددها أكثر من 60 منزلاً, مما ساهم في تشويه المنظر العام للمدينة. وتتركز تلك المباني على جانبي الطرق العامة الداخلية بالمدينة وداخل الأحياء في وضع غير آمن باعتبار أنها خالية من السكان، كما أنها مهجورة منذ عدة سنوات ومن ثم تحولت إلى مصدر إزعاج وقلق لمن حولها من الجيران وملجأ لضعاف النفوس من المستهترين والذين يشكلون الخطر الأكبر على الأهالي، كما يقطنها بعض العمالة الوافدة المقيمة بشكل غير شرعي كملاذ آمن بعيداً عن أعين رجال الشرطة.
المباني المهجورة والآيلة للسقوط بمدينة القيصومة
ويتواجد ضمن هذه المباني المهجورة أكثر من 10 مبان آيلة للسقوط في أغلب أحياء المدينة بينما يحتل حي الشركة النصيب الأكبر من تلك المباني بحيث تشكل ما نسبته 70 بالمائة من مجموع المباني المهجورة بالمدينة، كما أن هناك عدداً من المنازل والأحواش والمباني الحكومية والمدارس القديمة هجرتها تلك الإدارات منذ زمن بعيد, بالإضافة إلى محلات تجارية خالية وكانت تمثل سوقاً قديماً في الماضي وتسكنها حالياً العمالة الوافدة وخاصة المقيمين بشكل غير شرعي، في حين شكلت بعض المساكن الأخرى مرتعاً خصباً للحيوانات الضالة كالكلاب والقطط، وبعض الزواحف الخطرة كالعقارب والثعابين، فضلا عن تحولها إلى ملاذ آمن وأوكار لضعاف النفوس الذين يمارسون كافة أشكال المخالفات داخل هذه الأماكن، كما أنها أصبحت مكانا لممارسة الأنشطة التجارية المخالفة بعيداً عن الأنظمة والرقابة كمحلات الحدادة وورش ميكانيكية لتصليح السيارات والدراجات النارية «الدباب».
هناك عدد من المنازل والأحواش والمباني الحكومية والمدارس القديمة هجرتها تلك الإدارات منذ زمن بعيد بالإضافة إلى محلات تجارية خالية وكانت تمثل سوقاً قديماً في الماضي
وقد اكتشفت «اليوم» العديد من الممارسات المشبوهة أبطالها من العمالة الوافدة الذين استغلوا غياب هذه الأماكن عن أعين الرقابة لممارسة بعض الأعمال غير المشروعة وعند وقوفنا لالتقاط بعض الصور لإحدى هذه المباني القديمة والتي يقطنها عدد من العمالة الوافدة فوجئنا بهروب هؤلاء العمالة بمجرد أن شاهدوا الكاميرا تاركين خلفهم علامات استفهام كثيرة حول أسباب هروبهم بهذا الشكل المريب, وتوجهنا إلى مبنى مهجور آخر وفوجئنا بوجود ورشة حدادة به تديرها عمالة من الجنسية الأسيوية وقمنا بسؤالهم عن صاحب المنزل فأجابوا بأنهم لا يعرفونه، مؤكدين أنهم يدفعون مبلغ 500 ريال شهرياً لأحد الأشخاص– رفضوا ذكر اسمه- كأجرة شهرية للمحل والذي يعد جزءا من هذا المنزل المتهالك. وصادفنا خلال الجولة أحد المواطنين من كبار السن ارتسمت عليه علامات الاستياء من هذا الوضع وحينما توجهنا إليه بالسؤال حول أوضاع هذه المباني المهجورة اكتفى بالرد علينا قائلاً: «الشكوى لله وحده وشاهدوا بعيونكم».
العمالة تستأجر المباني بـ 300 ريال شهريا
ويقول فواز الدهمشي إنه من المؤسف أن هذه المباني أصبحت ملجأ لطلاب المدارس المتغيبين والذين يقضون بها أوقات الدوام حتى موعد العودة من المدارس، كما تستخدمها العمالة الوافدة كسكن بأسعار رمزية لا تتجاوز 300 ريال شهريا, وأضاف الدهمشي بقوله : من المؤسف أيضاً أن هناك بعض المباني كانت إدارات حكومية ومدارس في السابق وأصبحت مهجورة وآيلة للسقوط حالياً بل إنها تحولت إلى مستودعات للأعلاف، متسائلاً عن سبب إهمالها وتركها بهذه الطريقة غير الحضارية، وعلى الرغم من كثرة الشكاوى والمخاطبات التي تم رفعها للجهات المعنية إلا أنه حتى الآن لا توجد أية حلول عملية تجاهها ويأمل الأهالي إصدار قرار ملزم وصارم يجبر ملاك هذه المنازل المهجورة على إزالتها أو ترميمها درءاً لأخطارها على سكان الأحياء وخاصة الأطفال ، ويناشد عماد الحربي البلدية للتدخل وإيجاد حل فوري وخاصة أن هذه المباني المهجورة انتشرت داخل الأحياء وأصبحت شبه خاوية نتيجة هجرة بعض المواطنين خوفاً على أرواحهم وأرواح أبنائهم، مشيراً إلى أن الشائعات بدأت تنتشر داخل الأحياء حول سماع بعض السكان من المجاورين لهذه المباني المهجورة للعديد من الأصوات الغريبة وخاصة أثناء الليل، وأضاف الحربي : إن هذه المنازل تحتل مساحة من المدينة ولابد من إزالتها واستغلال أراضيها في تشييد خدمات أو مشروعات عامة تنفع المواطنين.
المفضلات