من لا تأكل الأرض أجسامهم
الاجسام التي لا تاكلها الارض بعد موتها
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت في كتاب الحياة البرزخية لمحمد عبد الظاهر خليفة أن هنالك أناساً لاتأكل الأرض أجسامهم فأعجبني ما قرأت وقررت نقله إليكم .. فلنبدأ ..
أكرم الله عباداً بحفظ أجسامهم بعد مماتهم وحرم على الأرض أن تأكل تلك الأجسام الطاهرة أو تعبث بها حتى تتأثر بالبلى وتكون أشلاء ممزقة وأجزاء مفرقة هنا وهناك و طعمة للدود ولقمة سائغة لحشرات الأرض وهوامها هؤلاء المكرمون هم :-
أولاً:- الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: فقد روى عن أوس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ قالوا: وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ (أي بليت) فقال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام)
أخرجه أبو داود السجستاني في كتاب السنن والإمام أحمد والنسائي وابن ماجه والدارمى والبيهقي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه والطبراني في الكبير وابن رشد والحاكم وصححه هو والنووي...
ثانياً:- شهداء المعركة في الجهاد في سبيل الله: قال العلماء: لم تأكل الأرض أجساد الشهداء لكونهم أحياء عند ربهم يرزقون وثبت في الصحيح أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاريين دفنا في قبر واحد يوم أحد فحسر السيل قبرهما فحفروا عليهما لينقلا إلى مكان آخر فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فكانوا يرفعون يده عن الجرح فترجع كما كانت وذلك بعد ست وأربعين سنة من وقعة أحد...
ثالثاً:- المؤذن المحتسب: وهو من يؤذن حسبة لله تعالى ابتغاء الثواب والأجر من الله لا طلباً للمال والدنيا روى مرفوعا (المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه وإن مات لم يدوِّد "بكسر الواو المشددة" في قبره) روى هذا الحديث الطبراني عن ابن عمرو بن العاص وضعفه المنذري وقال البيهقي فيه إبراهيم بن رستم ضعفه ابن عدى ووثقه غيره وفيه أيضاً من لا يعرف ترجمته وفيه أيضاً سالم الأفطس قال بن حبان يقلب الأخبار وينفرد بالمعضلات قال الإمام القرطبي ظاهر هذا أن المؤذن المحتسب لا تأكله الأرض كالشهيد
وقد أثبتت المشاهدة ذلك قال ابن أبي الدنيا في كتاب "الأولياء": كتب إلى أبو عبد الله محمد بن صالح التميمي أن إسحاق بن أبي نباته مكث ستين سنة يؤذن لقومه في مسجد بني عمرو بن سعد (يعني بالكوفة) وكان يعلم الغلمان في الكتاب ولا يأخذ الأجر ومات قبل أن يحفر الخندق بثلاثين سنة"ليس المراد بالخندق هنا خندق المدينة .. وإنما المراد به الخندق الذي حفر بمدينة الكوفة في خلافة أبيجعفر المنصور" فلما حفر الخندق وكان بين المقابر ذهب بعض أصحابه يستخرجه ووقع قبره في الخندق فاستخرجوه كما دفن لم يتغير فيه شيء إلا أن الكفن قد جف عليه ويبس و الحنوط محوط عليه وكان خصيباً فرأوا وجهه مكشوفاً .. وقد ظهر الحناء في أطراف الشعر فمضى المسيب بن زهير إلى أبي جعفر المنصور وهو على شاطئ الفرات فأخبره فركب أبو جعفر في الليل حتى رآه فأمر به فدفن بالليل لئلا يفتتن الناس...
رابعاً:- العلماء العاملون: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)... أخرجه أبو داود وأخرجه أيضاً أبو جعفر الداودى ولكن بزيادة ذكر الشهداء والعلماء والمؤذنين...
خامساً:- قارئ القرآن محتسباً: أي بدون أجر وكان ملازماً لتلاوته عاملاً بما فيه ومعظماً له فقد أخرج ابن مندة عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مات حامل القرآن أوحى الله إلى الأرض ألا تأكل لحمه فتقول الأرض: أى رب وكيف آكل لحمه وكلامك في جوفه)...
سادساً وسابعاً:- الولى ومن يكثر من ذكر الله عز وجل كما هو مدون في كتب التوحيد ولكن لم أجد لهما دليلاً حتى أسند إليه...
من كتاب "الحياة البرزخيّة"
لمحمد عبد الظاهر خليفة
"اللهم إني أستغفرك عدد ما ألهاني الشيطان ذكرك ...
وعدد ما ألهتني الدنيا عن الرجوع إليك ...
اللهم أذقني ... لذة الخشوع ...
وزدني لك خضوع ...
وتقبل ذلي في السجود والركوع
آمين يا رب العالمين"
المفضلات