تعود بي الذاكرة للوراء قليلا
فأجدك بين ثناياها تتمددين كأفق بلا حدود
وفضاء بلا حافة
يا لك من أسطورة نسي أن يكتبها تاريخ الإغريق !
سأرويها نيابة عنهم من وحي الجان
ومن شتات خيوط الدخان
أنت ؟ ما أنت ؟
قطعة من فن الأستيكاس أشتم رائحتها
كلما مررت بيدي عليها
كأنك مرآة مصقولة تعكس أمنياتي وأحلامي التي ودعتها طفلا .
ها هي تعود كأغنية الربيع بين أنداء المطر
يا صحوي ويا مطري
أنت؟ ما أنت ؟
زرقة بحري وأبعاد سماواتي وفضائي المجنون
وهنا تعبر في ذاكرتي حكاية تلك الحورية
من بحيرات بلا أنهار !
لم يكن وجودك في حياتي حبا كأي حب يزول
بل هو نقش على صخرة الوجود نفسه
حبي لك دوائر من أمواج تمتد بلا مدى
وترتد بلا حدود
مذ زمن وأنا أغرق بين عينيك
مذ كان مجدافي برقا من ثناياك
وضحكة ساحرة تستهتر بالأقدار .
والآن لا أرى الضفة الأخرى
فما أبعد الشاطئ !وما أصعب النجاة !
هل تصدقين أنني أتخبط الآن
وقد ضاعت بوصلتي
فماذا تريدين ؟
سأتلو تعويذتي لأستريح من عناء جني النخيل وتسلق الجبال :
أيها الضباب تجلّ
أيها السحاب أمطر
أيتها السفينة امخري إلى أرض
بلا عشب ولا صقيع .
إلى بلاد ليس فيها الأناكوندا
عالم رحب يسعنا أنا وحبيبتي
تلك القهرمانة التي أنام على وسادتها
المعطرة بزهر الرمان
أيتها القادمة من ثغر الياسمين
ألا يكفيك أنك نائمة الآن وأنا أنثر في طريقك الأحلام ؟
وأتنقى كلماتي لتناسب عينيك ؟
يا لجنونك ! لم أسترض غيرك من العالمين !
معك حذفت الكبرياء من قاموسي
لكني احتفظت بكلمة واحدة وهي .... معا
كم أنا مشتاق لتلك الطلة وذلك العذب منبع الكذب الجميل
أتمنى أن أخلع زنارك الآن
وأرمي شالك في غدير بلا أقدام
وغابة من ندى بلاشموس
تعالي فأنا في ذلك المفرق أرقب المارة وأعزف
خلف الجدران وأتظاهر بالجنون حتى لا يقال : إنني أحبك !
منقول
المفضلات