تطرقت صحيفة ( لوفيغارو)، الفرنسية، أمس الاثنين، إلى الأجواء المخيمة على مدينة مراكش، بعد الاعتداء الإجرامي ليوم 28 أبريل، واصفة زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى ساحة جامع الفنا بـ"البلسم الشافي لقلوب المغاربة، الذين يرفض معظمهم الانصياع للخوف".
وكتب المبعوث الخاص لـ( لو فيغارو) تييري أوبيرلي، في مقال بعنوان "مراكش ..المغرب يرفض الانصياع للتهديد الإرهابي"، أن "الحشود المتراصة خلف الحواجز الحديدية في ساحة جامع الفنا، كانت عيونها مشدودة فقط إلى عاهلها".
وأضافت الجريدة أنه "قبل أن يصعد السلم المؤدي إلى الشرفة، التي تمنح نظرة بانورامية على المكان، حرص جلالة الملك على ارتداء حذاء بلاستيكي، تلافيا لأي مس بمعالم مسرح الجريمة، الذي فحصته بدقة الشرطة العلمية".
وأشارت الجريدة إلى أنه، ومن منطلق "حرصه على الاطلاع على مجريات الأحداث، بحث الملك محمد السادس تفاصيل الانفجار مع المسؤول عن التحقيقات"، مذكرة بأن جلالة الملك كان أمر، منذ الوهلة الأولى، بإجراء تحقيق "شفاف".
وأشارت اليومية الفرنسية من، جهة أخرى، إلى أن "الاعتداء لم يعرقل نشاط وحيوية ساحة جامع الفنا، بل إن التجار كثفوا من جهودهم من أجل استمالة الزبناء".
وجاء في شهادات استقتها الجريدة بالمناسبة "إنها لحظة مؤسفة، فالإرهاب ليس جزءا من المشهد المغربي . الاعتداء يمكن أن يحدث بمراكش كما بباريس".
وكتب المبعوث الخاص لـ ( لو فيغارو) أن مراكش كانت "واحة للمحبة والتسامح، تبدو كأنها عالم خاص بعيد عن الصخب"، في إشارة إلى الإقبال الذي تعرفه المدينة الحمراء رغم الاضطرابات التي شهدتها تونس ومصر، والحرب التي تدور رحاها في ليبيا .
ونقلت الصحيفة عن حميد بنطاهر، رئيس المجلس الجهوي للسياحة قوله "مراكش تحب العالم والعالم يحب مراكش، ولأجل ذلك نحن محسودون، ومستهدفون"، مؤكدة "أن نموذج التعايش السلمي هو بالضبط ما جرى استهدافه وهو ما ينبغي الذوذ عنه".
وهذا ما لخصه أحد المهنيين العاملين في قطاع المطعمة بالقول "نحن نعلم أن الزبناء، الذين يعرفون المدينة سيستمرون في المجيء، ونحن نعول على الأوفياء، لإبلاغ رسالة مفادها أن مراكش عنوان للاحتفال وليس الإرهاب، لكننا قلقون من الخلط والالتباس".
لوفيغارو
رد الفعل 'المثير للإعجاب' للشعب المغربي وملكه.. 'الجواب الجيد الوحيد' أمام الإرهاب
أعربت اليومية الفرنسية "لوفيغارو", اليوم الثلاثاء, عن تخوفها بشأن تواصل إرهاب تنظيم "القاعدة" رغم مصرع بن لادن, مبرزة أن رد الفعل "المثير للإعجاب" للشعب المغربي وملكه بعد اعتداء مراكش يشكل "الجواب الجيد الوحيد أمام الابتزاز الإرهابي".
وكتبت مديرة التحرير بالجريدة إتيين موغوط في افتتاحية تحت عنوان "الانتصار الكبير", أن "موت بن لادن لا يعني بالضرورة القضاء على الإرهاب, لأنه منذ عدة سنوات, أضحى زعيم القاعدة رمزا مرعبا لامتدادات متعددة الجنسيات للإرهاب الذي تخلى عن إدارته العملية لصالح ساعده الأيمن الظواهري".
وبعد أن حذرت من الأخطار التي قد تشكلها مختلف فروع "القاعدة" في العالم, خاصة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي, أشارت كاتبة الافتتاحية إلى أنه "بالفعل, يشكل رد الفعل المثير للإعجاب للشعب المغربي وملكه محمد السادس وعزمهما على مواجهة الإرهاب, الجواب الجيد الوحيد أمام الابتزاز الإجرامي للإرهاب".
وقالت السيدة موغوط, بخصوص الاعتداء الذي لم تتبنه أي جهة بعد وأسفر عن مصرع 16 شخصا في مقهى بجامع الفنا بمراكش, "إنه لا يزال التخوف قائما من أن تواصل التنظيمات الإرهابية التي تنتسب للإسلام الأصولي توجيه ضرباتها كما فعلت الأسبوع الماضي في مراكش".
وخلصت إلى أنه "مرة أخرى, يشكل هؤلاء الذين تذرعوا بالإسلام للقيام بجهاد مزعوم أعداء مفزعين سواء بالنسبة للأمم المسلمة أو الولايات المتحدة أو أوروبا".
المفضلات