أن الناس في كلامهم وذمهم يتنوعون
ففيهم الناصح الذي لا يعرف فن النصيحة .. وبالتالي يحزنك بأسلوب نصحه ..
وفيهم الحاسد الذي همه حزنك وهمك..
وفيهم من يهذي بما لا يدري .. ولو صمت لكان خير له ...
وفيهم من طبيعته الانتقاد أصلا.. وقد قيل
(لو اتحدت الأذواق لبارت السلع) ..
ذكر أن جحا ركب على حمار
ـ أعزكم الله ـ وولده يمشي بجانبه .. فمروا بجمع من الناس فقالوا:
انظروا لهذا الأب الغليظ يركب ويدع ولده يمشي بالشمس.. سمعهم جحا فأوقف الحمار.. ونزل .. وأركب ولده ..
ثم مشيا .. وجحا يشعر بنوع من الزهو.. فمر بقوم آخرين فقال أحدهم:
انظروا إلى هذا الابن العاق.. يركب ويدع أباه يمشي في الشمس..
سمعهم جحا.. فأوقف الحمار ثم ركب مع ولده ليتقيا كلام الناس وانتقاداتهم ..
فمروا بقوم.. فقالوا:
انظروا إلى هذين الغليظين .. لايرحمان الحيوان ..فنزل جحا..وقال :
ياولدي..انزل..
فنزل الولد وجعل يمشي بجانب أبيه .. والحمار ليس فوقه أحد.
فمر بقوم .. فقالوا:
انظروا إلى هذين السفيهين ..يمشيان والحمار فارغ..وهل خلق الحمار إلا ليركب..
فصرخ جحا وجر ولده معه .. ودخل تحت الحمار.. وحملاه..!
فبعض الناس.. لا يفكر في رأيه قبل أن يطرحه..
أو يأتيك بعد ما تتزوج ويقول:
لماذا لا تخطب فلانه؟ وتقول يااااااخي تزوجت..خلاص انتهى الموضوع ..
أو يأتيك وقد بعت سيارتك..فيقول..
ليتك أخبرتني..فلان كان سيعطيك أكثر.. بس !! الرجل بااااااع سيارته خلاص وانتهى الموضوع ..
فلا تعذب نفسك..
قال أحد السلف :من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل!!!
المفضلات