الشر دائماً معقد، ملتف، ومتشابك. اما الصلاح فهو دائماً اختصار الحياة حتى البساطة. الباطل ملتوٍ كثير التعقيد. اما الحق فمستقيم وغير معقد. ان كنت تكذب يتوجب عليك ان تكون ذا ذاكرة جيدة. اذ يجب عليك ان تتذكر ما قلته في كل مرة. ولكن ان كنت تقول الحق فعندئذٍ لا تكون في حاجة لان تتذكر ما قلت. والسبب هو انك تقول الحق في كل مرة. أتعلم ان كل الاكتشافات العظمى هي تحول من التعقيد الى البساطة؟ هناك شعار على جدار احد مكاتب البحث العلمي (هذه المعضلة متى حلت صارت بسيطة).
لست في حاجة لأن تدعم الحق بقسم، محاولة منك لان تجعل هذا الشيء او ذاك او ذلك يسند الحق، لأن الكون نفسه هو دعامة الحق. انه يؤيد نفسه بنفسه. اما الاكذوبة فليس لها ما يسندها، انها وحيدة ولذا يحاول الناس ان يدعموها بالاثباتات والاقسام الغليظة.فالانسان الذي يحلف هو غير واثق من نفسه، فيحاول تدعيم اقواله بتأكيدات وضيعة. ان القسم ليس من علامات الانسان القوي، بل من علامات الانسان الضعيف. وكلما حلف ازداد ضعفاً. فان كان النعت عدو الاسم فتكون الاقسام عدوة التوكيد ، أي كلما اقسمت ازدادت حجتك ضعفاً.
هناك عدد كبير من الناس يشعرون بكثير من العصبية بالحاجة الى النجاح الدائم. هؤلاء هم عبيد النجاح لكنك الآن لست في حاجة الى النجاح كل ما عليك فعله هو ان تكون صادقاً مخلصاً الى اقصى حد تعرفه، وترك امر الفشل والنجاح بين يدي الله. انت لست في حاجة لأن تنجح دائماً، ازرع بذور المحبة والحق، والارض تؤتي الثمار من تلقائها، أي ان الكون يتدبر امر النجاح. ممالك العالم تزول، والذهب يفنى والثياب تبلى وجمال الجسد يفسد ويتحول الى دود ويتلاشى في القبور.
انت تعلم انك بسيط لدرجة ان ما يقوله الاخرون لا ينال منك شيئاً، لان المهانة لا تصيبك بل تعبر من فوق رأسك. بل في وسعك ان تهزأ بالاهانة لانك محاط بمادة عازلة (البساطة) وفي كل امورك تمسك بالتواضع واطلب بلجاجة من الواهب النعم ان يكمل لك التواضع فان اقتنيت التواضع ملكت كل شيء.
المفضلات