بقلم مجدى الجلاد ٢٨/ ١/ ٢٠١١
من لا يراها أياماً عصيبة وخطيرة لا يحب مصر.. من لا يعتبرها فارقة، ومؤثرة فى حياتنا ومستقبلنا لا يعرف مصر.. من يتعامل مع الأمر بتهوين، أو باعتباره «مواجهة بين المتظاهرين والشرطة» لا يعيش فى مصر.. نحن فى موقف يقتضى فهماً خاصاً لحدث استثنائى..!
مصر أيها المصريون فى خطر حقيقى ما لم نتعامل بعقلانية.. فإذا كان شبابنا الجميل خرج فى مظاهرات غاضبة، ترفع مطالب مشروعة، فإن الوعى السياسى والوطنى يفرض علينا جميعاً أن نضعها فى سياقها الطبيعى.. ينبغى أن يظل تعبيرنا عن الرأى سلمياً، وهادئاً، ومتحضراً.. فلا أحد من الـ٨٠ مليون مصرى سوف يقبل على وطنه أن يتحول إلى ساحة معارك وتدمير وتخريب.. ولا أحد من الشبان الغاضبين سوف يتحمل ضميره الوطنى المشاركة أو السكوت على الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.. فإذا كنا نفعل مثل الشعوب المتحضرة فى التعبير عن الرأى، فلنكملها مثلهم: رسالة واضحة للحكومة «نحن غاضبون».. وفى ظنى أن الرسالة وصلت.. وعلى النظام الحاكم أن يبحث هذه المطالب، وكيفية الاستجابة لها..!
لا نريدها «جمعة عنف وتدمير وتخريب».. نريدها «جمعة أمل».. أمل جديد يولد من روح التحضر.. فإذا لم نحافظ على سلامة الوطن، ونحن نعبر عن رأينا، فلن نحافظ عليه فى مواجهة الأعداء، ولن نبنى مستقبله بسواعدنا.. نريدها «جمعة سلام».. فأى قطرة دماء تسيل فى شوارعنا إنما تمثل طعنة فى قلوب ٨٠ مليون مواطن.. وليقل لى أحد من الطرفين - المتظاهرون والأمن - أى دم هذا الذى يسيل فى الشوارع؟!.. إنه دم مصرى، من واجبى وواجبك حمايته ومنع إراقته بجميع السبل..!
إن الموقف اليوم بحجم وطن عمره ٧ آلاف عام.. فكيف لنا أن نُقزّم هذا الحجم، ونعطى نموذجاً سيئاً للعالم.. واجبنا اليوم أن نقول للدنيا كلها إن حضارة المصريين ليست تاريخاً وولّى، وإنما هى لبن يرضعه الطفل من صدر أمه.. وخلايا يغرسها الأب فى جسد ابنه.. وشربة ماء نستهل بها يومنا كل صباح..!
فى يوم ٢٥ يناير.. رأيت بعينى شاباً غاضباً.. أراد الشاب أن يعلو بصوته ليسمعه الجميع.. فصرخ وهو «يخبط» بيده على سيارة تقف على جانب الطريق.. ولم تمر لحظة حتى أحاط به ٦ شبان «يفرحوا».. أمسكوا به ورفعوا يده عن السيارة، وهم يهتفون «عايزينها سلمية.. سلمية.. سلمية».. وسرعان ما استجاب الشاب، واعتذر، وواصل مسيرته «السلمية.. السلمية.. السلمية»..!
بالفعل.. نريد «مصر سلمية.. متحضرة.. آمنة».. فقد قال المولى عز وجل فى محكم تنزيله «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. احفظوا هذه الآية الكريمة.. لتحفظوا مصرنا جميعاً..!
المفضلات