تضليل ما بعده تضليل وعرض قوة بائس لا يدرك من وقف وراءه حجم المسؤولية التي يتحتم على جماعة الاخوان المسلمين في الأردن ان يتحملوه بعد ان انكشفت مخططاتهم وبعد أن أوصلوا الرسالة التي يريدون للأردنيين ان يقرأوها جيداً وهي ان الحركة الاسلامية الأردنية قد افلست وان الطريق لاستعادة رصيدها المتآكل هو في أخذ الأردن الوطن والشعب والمؤسسات والتاريخ والحضارة الى أتون التخريب والتفجيرات والأعمال العسكرية ظناً منهم ان ما يحدث في دول الجوار العربي يمكن ان يحدث في بلدنا وبخاصة ان الذين وصلوا الى الحكم او يحلمون بالوصول اليه في تلك البلدان هم من التيار ذاته فلماذا لا يجربون في الأردن بعد ان فشلت كل محاولاتهم السابقة سواء في اربد وقبلها المفرق والكرك وبخاصة في عمان ناهيك عن مقاطعتهم غير المجدية للانتخابات النيابية فلم يحصدوا شيئاً وكانت كل مليونياتهم، صفرية او شبه صفرية على نحو لم يعد امامهم سوى التلويح بالتحول الى ميليشيا كما رأينا يوم امس في المسيرة التي نظمها الاخوان المسلمون تحت شعار كفى عبثاً فإذا بهم يسقطون في العبث الصارخ عندما سمحوا لأنفسهم ان ينظموا عرضاً عسكرياً لشباب الحركة..
العبث بأمن البلد واستقراره خط احمر، تدرك ذلك قيادات الجماعة ورؤساء جبهة العمل الاسلامي وكوادرها وهم بتجاهلهم هذه الحقيقة او محاولة التمرد عليها انما يضعون انفسهم في مواجهة الاردنيين كافة وهم ايضاً بفعلتهم النكراء هذه يجهلون حقيقة الاوضاع والمزاج الشعبي في الاردن فضلاً عن كون قراءتهم للمشهد الوطني تبدو قاصرة وعدمية ومغامِرة، في الوقت ذاته الذي لا يخطئ المرء اذا ما اكد ان هذه التصرفات الرعناء انما تعكس افلاساً سياسياً وجماهيرياً وفقداناً واضحاً لما تبقى من قواعد شعبية لهم، فلم يعد امامهم سوى الاستعراض ورفع الشعارات الطنانة وغير المجدية والتي لا تأتي للبلاد وبالاصلاح ولا تسهم في تكريس ثقافة الحوار واغناء التعددية وجعل التنافس بالبرامج واستمالة الجماهير الطريق الوحيد للتأثير في القرار الوطني والذي يجب ان يتم وفقاً للقانون وقواعد اللعبة الديمقراطية وعبر المؤسسات الشرعية..
سقط الاخوان يوم امس في اختبار سعة الافق ومعرفة توجهات الأردنيين وخطوا خطوة في المجهول ستسحب ما تبقى من رصيدهم السياسي والحزبي وخطابهم الذي ينحو في اتجاه التمثل بحركات ارهابية وتخريبية لا هم لها سوى تعظيم مكاسبها ومصالح قادتها وخضوعاً لاوامر وتوجيهات خارجية ضاربين عرض الحائط بمصالح وطنهم وشعبهم العليا، وهم بذلك لا يستحقون سوى الشجب والادانة والتحذير من مغبة الانزلاق الى هذا المستنقع الذي لا يجلب لاصحابه سوى العزلة والغضب الشعبي اضافة الى ان الأردنيين لن يسمحوا للمتطرفين والارهابيين ومن يرون في العنف وسيلة لتحقيق مآربهم بأن يعيثوا في بلدهم فساداً وان يعبثوا بأمنه واستقراره وعليهم اليوم قبل الغد ان يستخلصوا الدروس والعبر من الماضي القريب بل والحاضر الذي اثبتت فيه الحركة الاسلامية الاردنية انعدام قدرتها على الحوار والمنافسة وتواصل اعتمادها على العنف وادعاء الحكمة واحتكار الحقيقة.
المفضلات