الجزائر - مسعود هدنة
قتلت الأمطار الطوفانية الغزيرة، التي اجتاحت الجزائر في 48 ساعة الأخيرة، 48 مواطناً وأصابت 56 آخرين بجروح وتسبب في 19 حادث مرور، كما غرقت مدن في المياه والأوحال وعجزة بالوعات المياه عن احتواء الكميات الكبيرة من الأمطار، التي وصلت إلى 100 ملم، وعكست "الكارثة" هشاشة البنية التحتية في البلاد.
ولم تجد "صفارات الإنذار" ولا التحذيرات التي أطلقتها مصالح الديوان الوطني للإرصاد الجوية - عبر نشرة خاصة - آذاناً صاغية لدى المسؤولين المحليين.
وقالت نشرة خاصة تحذيرية إن أمطاراً طوفانية ستضرب 22 ولاية، غير أنه لم تجر أية عملية تهيئة لبالوعات وقنوات الصرف الكبيرة في المدن والولايات المعنية.
وعلى الصعيد الميداني، قال بيان لمصالح الحماية المدنية الجزائرية، الأحد، إنها تدخلت 4019 مرة في ولايات تبسة (شرق العاصمة) وتلمسان (غرب العاصمة) والمسيلة (وسط) وسجلت في كل منها ثلاثة قتلى.
وفي ولاية خنشلة (شرق العاصمة) هلك 8 أشخاص منهم 7 من عائلة واحدة هم رجل وخمس نساء وطفل، نتيجة سقوط سيارتهم ليلاً في واد هادر بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت.
ولقي آخر في الثامنة عشرة حتفه بصاعقة رعدية، بينما غمرت المياه 40 منزلاً جاهزاً (شالي) في العاصمة، وتضرر 40 مسكناً في منطقة بئر توتة غرب العاصمة.
ولقي شخص في 36 سنة حتفه بالعاصمة بعدما دهسته شاحنة، أما على الطريق السريع فقد انحرفت حافلة لنقل المسافرين من العاصمة، إلا أنه لم يتم تسجيل أي إصابات.
وانهارت جدران على ساكنيها، كما غمرت المياه طرقات عمومية وتسربت إلى سكنات المواطنين ما أدى إلى جلائهم عنها.
وأجبرت السيول مئات المواطنين على مغادرة سكناتهم خشية أن تنهار عليهم وتوقفت حركة السير في عديد الطرق وطنية والولائية، كما توقفت حركة القطارات والحافلات وتوقف ''ترامواي'' العاصمة بعدما غمرة الأمطار سكته.
واضطر سكان في حي بالعاصمة إلى إحداث ثقوب في جدران بيوتهم لإخراج المياه التي غمرتها، فيما اضطر العشرات للمبيت في الشارع خوفاً من أن تنهار عليهم بيوتهم المهترئة أصلاً.
وخرج سكان غاضبون في شرق ووسط البلاد وأغلقوا بعض الطرق احتجاجاً على وضعيتهم جراء الأمطار الغزيرة ودعوا السلطات العمومية إلى إيجاد حل سريع لهم.
وأدى انسداد البالوعات إلى انفجارها واختلاط المياه القذرة بمياه الأمطار وشكلت بركاً وأحواضاً كبيرة تنبعث منها روائح كريهة، وقد تدخل المصالح المختصة والحماية المدنية لصرف هذه المياه.
وقد تسببت الأمطار في خسائر مادية للتجار أيضاً، مثلما حصل في أحد مخازن للمواد الغذائية بالعاصمة، حيث أتلفت المياه سلعاً بقيمة 130 مليون سنتيم (أكثر من 10 آلاف دولار)، كما غمرت المياه مصنعاً للأفرشة.
ولا تزال أكثر من 3000 عائلة مهددة بالبقاء في العراء نتيجة المياه التي غمرت سكناتها وأتلفت كل أثاثها، فيما يطلق المواطنون نداء استغاثة للسلطات لتفل بهم قبيل قدوم فصل الشتاء.
وتتكرر هذه المأساة كل خريف وكل شتاء في الجزائر، ويسقط قتلى وجرحى كل عام، غير أنه لا أحد يتحرك لإصلاح الخلل أو لمعاقبة المسؤولين الذين يستمرون في مناصبهم رغم ما يسببونه من مآسٍ للمواطنين.
المفضلات