الحياة العامّة .. لا تهمّني تفاصيلها الصغيرة
لكنني تُهمني جِداً تفاصيل وجهكِ
إبتسامتكِ المفاجئة .. والإستنكاريّة !!
كأنّما تضحك الدنيا كلها داخلي ..
خصوصاً مع ذانيك الخطين المرتسمين بين خديكِ وشفتيكِ عِندما تبسمين
تلك النظرة .. عندما تفتحين عينيكِ على مصراعيهما
ذلك يفتح قلبي ايضاً على مِصراعية
وجهكِ الذي "كالرغيف العجيب" إتِّساعاً وبياضاً.. ومنه تضحكين !
..لعلّكِ تعلمين كم تخنقني غياب هذه التفاصيل الآن
عندما ابتلّت جواربك بأمواه المطر المُتجمِّع في فردوسنا الليلي
استغرق ذلك ساعات من المُداراة.. حتى يجف .. ولعلّه للآن لم يجِف
كانت خطواتنا الأولى فوقَ تلك الرّبوة التي لم يطأها عاشقين قبلنا .. أبداً
ما اجملَ لسعات البرد !
كيفَ كانت حدود المكان تتلاشى .. ويتلاشى الإحساس بالزمان
لا أذكر أنني أتذكّر تفاصيلاً بِدقّة تفاصيلنا الصغيرة
ولم يعد يتّسع لنا المكان ولا الزمان
لنا معاً..!
كُنّا نُدرك منذ اللحظة الأولى أننا قد تورّطنا .. ولم نُقاوم حينها
كان خطئاً فادحاً ..
وكنا نظن أننا سننتصر بفضل الحِكمة والدّهاء والثقافة والخِبرة
لكننا أوقعنا بأنفسنا أكبر هزيمةٍ يُمكن أن تقع لنا
أتعلمين ؟
أنتِ تخلطين بين الوهم والحقيقة .. وبين الحلم والواقع
وتُفاضلين كثيراً بينهما !!
ألم تُدركي بعد أنّ حقيقة واقعنا أروع وأوسع مِن أحلامنا وأوهامنا !
أنا لم أكن أتخيّل شيئاً كهذا .. ولم أرى حُلماً وردياً يُناهزُ لحظة حقيقةً واحدةً عشناها
لهذا سيأتي الموتُ كثيراً .. ولن يموت هذا "القِطّ العجيب" الذي بيننا
دومي على الهجران، بخير..!
المفضلات