ما يقوم به الاخوان المسلمون في الاردن من تصرفات وما يرفعونه من شعارات او يطلقونه من هتافات, لا يعدو كونه في النهاية مجرد شغب وضجيج يريدون من خلاله القول نحن هنا, فيما لا يعير الاردنيون لهذا الضجيج الذي يصفه الاخوان بالحراك أي اهتمام لأنه حراك مريب يستخدمون فيه ادواتهم التنظيمية المعروفة تفوح منه رائحة التحالفات والاصطفافات الخارجية التي تصب في النهاية لصالح تنظيم دولي حزبي فئوي, لا لمصلحة الاردن او خدمة لشعبه.
لهذا فإن المتابع للهتافات التي يطلقها الاخوان في مسيراتهم وتظاهراتهم المفتعلة وغير المقنعة يلحظ في غير عناء انهم فقدوا البوصلة وانهم يتخبطون ولا يعرفون بالفعل ما يريدون وبخاصة بعد الضربة الشديدة التي تلقوها في مصر والتي افقدتهم صوابهم وجعلتهم في حالة من الصدمة وانعدام القدرة على التركيز او تحديد الاولويات ويمكن للمرء ان يقف عند الشعارات والهتافات التي رددوها يوم أمس والتي عكست خروجاً صريحاً عن الدستور والاعراف والقوانين التي تنظم العلاقة بين الشعب والنظام الاردني.
وإذا كانت جماعة الاخوان المسلمين في الاردن قد بدأت تشعر بالعزلة وافتقادها الى الدعم او حتى التنسيق بين احزاب المعارضة التي لم تعد في وارد الثقة بالاخوان بعد ان انكشف نهج هؤلاء القائم على الاستئثار والتفرد والثقة الزائدة وغير المبررة بالنفس, فإن وضع العزلة هذا الذي تعيشه الجماعة بدل ان يدفعها الى مراجعة حساباتها ويسرّع بالتالي وقفة جادة مع النفس لاستخلاص الدروس والعبر داخليا وخارجياً, وبخاصة في ظل اوضاعها التنظيمية الضاغطة والمرشحة لمزيد من التفاقم فإن قيادتها المتطرفة والتي تشكل قلة داخل الجماعة تمضي قدماً في التصعيد والتطرف وتبني خطاب تحريضي يحمل منسوباً عالياً من الكراهية ولا يتوقف بل لا تعنيه المصالح الوطنية ولا يريد الاعتراف بأن جدول الأعمال الوطني يسير الى الامام, صحيح انه بغير السرعة التي يتمناها الجميع إلاّ انه ماض في طريقه بما يستدعي أيضاً من تعاضد وتكاتف شعبي لتسريع مسيرة الاصلاح والاسهام في تجاوز العقبات والصعاب التي تعترض مسيرتنا وهي صعاب وتحديات جاءت في اغلبها من ظروف دولية واقليمية ضاغطة انعكست على بلدنا اقتصاديا واجتماعياً وتنموياً.
لا نملّ من تكرار دعوتنا الى قيادة جماعة الاخوان المسلمين بأن تنزل عن الشجرة العالية التي صعدتها وان تتخلى عن اوهامها بأنها تحتكر الحقيقة وانها تمثل الاسلام وان الاردنيين يرحبون بحكمها كما زعم مراقبها العام في خطبة رمضانية قبل يوم وعليه ان يعي جيداً بأن الاردنيين مسلمون وانهم يرحبون ويؤيدون الحكم الاسلامي الذي نعيشه ولا يريدون حكم الاسلاميين لأن هؤلاء لا يؤمنون بالديمقراطية ولا بخيارات الشعوب, بدليل انهم قاطعوا الانتخابات النيابية الاخيرة ويهددون بمقاطعة الانتخابات البلدية القريبة فعن أي حكم وديمقراطية وتعددية يتحدثون وعليهم ان يدركوا ان الداخلية ليس رابعة العدوية.
المفضلات