ثوب,الساتان.
جاء كما تخيلته..تماماً!
بين الغروب المستسلم لقدره كقطعة سكر تذوب في الأفق والليل المتألق القادم ليضيء أعمدة الشوارع ليحتفي بعقيدة الشموع ويمنح العشاق آخر مراكب السلام! بينهما تماماً تتلون الأشياء بحقيقتها الجميلة, فتصبح السماء وكأنها غرفة زرقاء تتردد خلالها ألوان الشموع المنغمسة في الغروب لتمنحك الاعتقاد بأنك تنظر باتجاه أحد أبواب الجنة وأن الملائكة لابد تعبر خلال لحظات!
وكترنيمة فرنسية قادمة من مقهى بعيد حيث يجيء الليل متزيناً بقلادة القمر وحيث ينام العشاق على أكف الملائكة, هناك حيث يمكن لك أن تراقص أي فتاة جميلة وأن تدعوها للسير لتقص عليها أشياء كانت قبلها سراً وحيث يمكنك أن تدعوها للقهوة وأن تهديها وشاحك لتحتفظ بذاكرة العطر عنك لتضمها سراً باتجاه ما كان يوماً معطفك قبل أن يرحل الشتاء ويأتي الصيف لتدرك أن لاشيء تغير بقدر ماصار بامكانك أن تشعر بنعومتها أكثر!فعلى الطرف الآخر من الشارع ومن رصيف الذكريات وقفة متلونة بذلك الثوب الذي يشعرك بأنك على بعد لحظات فقط من أن تصبح رومنسياً بطريقة لم تعهدها وكأنه ينبؤك بأنك يجب أن تكون رجلاً مختلفاً أكثر نضجاً من النهار وأكثر لباقة من الليل أن تأتي مثل الغروب ربما! لتنتبه لوجهها المرح الذي يشبه نافذة مطلة على البحر ذات صيف, ليشيع في نفسك الرغبة في السير والابتسام وارتياد المدن الصغيرة و المتاجر الصغيرة فألطف الأشياء التي نملكها تلك الهادئة يوم نجلبها معنا كساعات اليد وقلادات الجيب وبعض الوجوه,كأنتي!ولتدرك ايضاً انك يجب أن تقترب وأن تلقي التحية في ثوب همسة هادئة أشبه بآخر تنهيدة في أغنية فرنسية صامتة وأن تحتال على أصابعها لتبقى قريباً بلطف كعازف لبيانو من فتاة لابد تتقن العزف على جميع الأشياء وعلى كل اللحظات لما علمت أن رجل مثلك يعاقر الصيف هذه الأيام, لابد سيهزم أمام الابتسام وذلك الثوب الذي يرسم ملامح سرية عن الطريقة التي يجب أن اخبرها من خلالها كم هي جميلة لأنه كان ثوبها..وكان وجهها..وكانت هي.
فيما بعد أخبرتني أنه كان ثوب الساتان,
ذلك الذي أرتدتني به.
المفضلات