الغارديان - نجح العلم في القضاء على الخرافة التي يعتقد فيها البشر، والتي تتعلق بأن تغريد الطيور عند الفجر لإسعاد الناس، حيث أصبحنا نعرف أن تغريد الصباح هو السيطرة على المكان ورمز الجنس أيضا، كما أن مزيج الأصوات الجميلة التي تصدر عند الفجر في مواسم التزاوج نتيجة مناجاة ذكور الطيور للإناث.
وتندرج النغمات بين صوت من مقطع واحد وصوت معقد من طبقات ونغمات متعددة، وتتناغم الأصوات بقوة وجمال لدرجة أنها تكون محببة للأذن البشرية.
ويمتاز تغريد الطيور في فجر أيام الربيع بأنه دليل على قيام الذكور بإنشاء مناطق الأعشاش، حيث تتصرف بطريقة رائعة وقوية لتعلن وجودها في منطقة معينة، وتصدح أصواتها في السماء قبل فصل التزاوج وخلاله، ثم تخفّ تدريجيا عندما تفقس الصغار وتهدأ تدريجيا عندما تكبر الصغار وتهجر المنطقة.
ولكن ما الذي يدفع الطيور أساسا للغناء مع قدوم الربيع؟
جينات مسؤولة
هذا السؤال، حاول فريق من الباحثين البريطانيين واليابانيين الإجابة عنه، حيث أكدوا أن تعرض الطيور للضوء لفترات أطول تفجر لديهم سلسلة من التفاعلات الهرمونية تدفعهم للبحث عن وليف وهو ما يجعلهم يقومون بالغناء. ويقول بيتر شارب، الباحث بمعهد روسلين القريب من ادنبره وأحد المشاركين في الدراسة، «رغم اننا نعرف مناطق المخ التي تتأثر بالتغير الموسمي لكننا حتى الآن لم نعرف على وجه التحديد كيفية سير هذه العملية».
ووفقا لما ذكرته بوابة «ميدل ايست اونلاين»، فحص فريق البحث الذي يقوده تاكاشي يوشيمورا من جامعة ناجويا في اليابان 38 ألف جين موجود في عينات أخذت من أمخاخ طيور السمان اليابانية لمعرفة جينات الطيور التي تتأثر بالتعرض للضوء بدرجات متفاوتة.
ووجد الفريق ان الجينات الموجودة في خلايا على سطح المخ تفتحت عندما تعرضت الطيور لمزيد من الضوء، وبدأت في افراز هرمون محفز من الغدة الدرقية، مؤكدين أن هذه الجينات ظلت نشطة طوال 14ساعة بعد فجر اليوم الاول من النهار الطويل.
وقال شارب «مثل هذه المعرفة كانت غير ممكنة في الماضي ولكن الفضل للتكنولوجيا التي مكنتنا من فحص آلاف الجينات حتى نستطيع ان نكتشف أيا من تلك الجينات تتأثر بتغير المواسم».
وفي دراسة مشابهة، اكتشف عدد من العلماء يجرون أبحاثا عن تغريد الطيور، حلقة وراثية رئيسية قد تفسر السبب في ان بعض الاطفال من بني الانسان يعانون من مصاعب في الكلام.
وقامت الدكتورة كونستانس شارف وعدد من الباحثين في معهد ماكس بلانك للوراثة الجزيئية في برلين بتعديل جين في مخ عصافير الشرشور المخططة لتحديد أثره في اكتساب الطائر للقدرة على التغريد.
وتوصلت شارف وزملاؤها إلى أنه عندما تتعلم صغار عصافير الشرشور المخططة التغريد وعندما يغير عصفور الكناري تغريده من فصل إلى آخر، فإن هناك مورثا يدعى «فوكس بي تي» هو الذي ينظم المنطقة «س» في المخ المسؤولة عن تعلم التغريد. ولاحظ فريق البحث أن وجود تشوه جيني او وراثي للمورث البشري «فوكس بي تو»، يعوق تعلم الكلام والتعبير، ولا يعرف ما يسهم به هذا المورث او الجين بالنسبة لتطور المخ ووظائفه حتى الآن.
والحديث عن الطيور لا ينتهي، فقد أكد باحثون ألمان أن الطيور تختلس إغفاءة لكي تبقى على حواسها في حالة انتباه للكواسر التي تستهدفها مثلها في ذلك مثل كبار رجال الاعمال المشغولين دائما والذين يعملون لمدة 14 ساعة في اليوم.
وأثبت الباحثون في معهد «ماكس بلانك» لعلم الطيور في ألمانيا في دراستهم الرائدة، لاول مرة أن الطيور تعوض النقص في ساعات النوم بالطريقة نفسها التي يعوض بها البشر ذلك.
وفي دراستهم، حرم الباحثون الحمام من النوم أثناء الظهيرة، وهي الإغفاءة التي تحدث عادة في الساعات الاخيرة من النهار وخلال الليل سمح للطيور بأن تنام كالمعتاد.
وعلى الرغم من أن الوقت الذي أمضته الطيور في نوم حركة العين السريعة لم يزد، فإن فترة النوم المنخفض الموجات زادت مثلما يحدث في مثل هذه الاحوال من الثدييات. ويعني ذلك أن الحمام وطيوراً أخرى على ما يفترض، لديها القدرة على تعويض فترة الحرمان من النوم من دون أن تمضي وقتا أطول في النوم.
المفضلات