[justify]ايها الاردنيون الم تتعظوا من تجارب الاخرين؟.. بقلم: الدكتور محمد علي صالح الرحاحله
بقلم: الدكتور محمد علي صالح الرحاحله
في الاونة الاخرة بدءت تتصدر الاخبار العالمية و العربية و المحلية انباء المسيرات التي تخرج من المدن الاردنية في الوقت التي مضت اشهر على تجارب المسيرات و الاحتيجاجات و الاعتصامات في الدول العربية كافية لتقييم ما جرى فيها اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا تلك الدول التي تعتبر قوية اقتصادية و التي تمثل نماذج ناحجة من الناحية الاقتصادية مثل ليبيا و مصر و البحرين و اليمن و سوريا و تلك الاخيرة تعتبر من اكثر الدول في العالم نحاجا اقتصاديا فهي الدول النامية الوحيدة التي تصدر الحبوب و لديها اكتفاء ذاتي و مخزون لمدة عامين على الاقل، كما انها محط انظار السياح كما هو الحال في بقية الدول العربية التي شهدت تلك الازمات المفتعلة من قبل الاخرين و نفذت على يد ابناءها و التي تعتبر نماذج في الترويح السياحي و الاقتصادي الاستثماري و التنموي.
الدرس الاول المستخلص من تلك الازمات و في تلك الدول تراجع الاقتصاد فيها و الانشطة الاقتصادية و خصوصا السياحة و قد وصلت نسب التراجع فيها الى اكثر من خمسين بالمئة و هربت الاستثمارات التي بذلت الجهود الكبيرة على مدار السنوات الماضية لجذبها و سوف تحتاج تلك الدول الى سنوات طويلة لاعادة الثقة بالاقتصاد و المناخ الاستثماري فيها و اعادة تلك الاسثمارات بعد ان يعود النظام لها،اي ان الفقر فيها زاد بنسب كبيرة و انتشرت البطالة بشكل اكبر و انعدم الامن فيها وزاد الفقر فيها فقرا و افتقر فيها الغني و متوسط الحال الذي يعتمد في حياته على عمله اليومي او نشاطه التجاري و اصبحت مدنها التي لا تنام في الساعة السابعة او الثامنة مساء، اي انعدام الحياة الاقتصادية فيها.
الدرس الثاني المستخلص من هذه الازمات انها و ان ظهر لنا انها احدث ثورة في المجتمع و الدولة او تغير سياسيا الا انها مستمرة و لم تتوقف و بحجج واهنة و متعددة و تكاد تكون ساذجة و ان الاهداف التي جاءت من اجلها بدءت تتغير باستمرار اي ان هدف اللذين يشجعونها هو استمرار الفوضي و الانحدار الاقتصادي و الاجتماعي فيها لا الحصول على مكاسب وطنية تخدم المسيرة السياسية فالاصل انه لا تنمية سياسية لا بعد وجود التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و التي هي الاهم و هذا ما اجمع عليه علماء الاجتماع و التنمية في العالم و قبلهم الشرائع الدينية فالشعوب الجائعة لا تقاتل و الا تناضل و همها الاول الحصول على لقمة العيش و ليس التمتع بتغير الحكام و الدساتير فهذه التغيرات لا تطعم و لا تعني من جوع انما الذي يفعل ذلك هو الاستقرار و الامن في الاوطان و الصحة في الابدان.
الدرس الثالث المستخلص ان المستفيدين من هذه الازمات هم دول مجاورة و غير عربية حيث زادت السياحة فيها الى اكثر من ثلاثين بالمئة و زادت تجارتها العالمية بنسب كبيرة و حققت نموا اقتصاديا كبيرا و غير مسبوق خلال فترة الازمات العربية.
الدرس الرابع المستخلص ان المحركين لها هم مستفيدين من العمل في المنظمات او المؤسسات التي ترتبط بدول او شركات كبرى و ان رواتب بعضهم تقدر بعشرات الالف الدولارات و هم بذلك لم و لن يتاثرون بتدمير الاقتصاد الوطني في بلادهم و هم على استعداد للبقاء على هذه الحالة لعشرات السنيين ما دامت رواتبهم تصلهم كل اخر شهر.
و نحن هنا في الاردن و بعد ان استطعنا تجنب اسباب هذه الازمات و مرت بدايتها بسلام بفضل حكمة القيادة الهاشمية من جهة و بفضل وعى و رجاحة عقول القيادات الاجتماعية و افراد الشعب الاردني و حسن تصرف الاجهزة الامنية و قيادتها و هنا اخص الجهود التي بذلها جهاز الامن العام و مديره الذي نشأ و ترعرع و تتلمذ في مدرسة الهاشميين و الذي يستحق كل الشكر و التقدير منا و من الاجيال القادمة على حد سواء و تجاوزنا الازمة و وضعناها وراء ظهورنا، واصبح الاردن بعد ذلك محط انظار بعض الاستثمارات و السياح من الدول العربية و الصديقة و الهاربة من دول الازمات الا ان بعض قصيري النظر على المستويين التكتيكي و الاستراتيجي بدوا في الاونة الاخيرة بتحريك المسيرات و الاحتيجاجات و الاعتصامات مطالبين حسب زعمهم و افقهم الضيق باصلاحات سياسية و غيرها و هم انفسهم نسوا و تناسوا ان مسيرة الاردن الاقدم ديمقراطية في المنطقة و التي تعود بدايتها الى مطلع القرن الماضي فيها محطات اصلاحية في الحياة السياسية كثيرة لا بل انها تعتبر نماذج غير مسبوقة حتى في ظل استعاب الاسلاميين في الحياة السياسية و هنا من الحكمة الاشارة الى ان عدد الوزراء في الاردن من الاسلاميين و غيرهم من الحزبيين من الاحزاب ذات البعد قومي و العالمي يفوق عددهم في الدول العربية مجتمعة بالاضافة الى الدول الاسلامية و تحديا تركيا التي تعتبر نموذجا للاسلام السياسي و الاصح ان الاردن هو النموذج لهذا الاسلام فهي الاسبق الى ذلك.
ان الهدف ممن هم وراء هذه المسيرات و ان كان ظاهرها اهداف فضلى الا انها تصب في هدف واحد الاو هو تدمير الاستقرار و تدمير الاقتصاد الاردني الذي بناء الاجداد و الاباء على مدار مسيرة تقارب القرن من الزمان، ان هدا النوع من الطرق بعيدة كل البعد عن ثقافتنا في التغير و المطالبة في الاصلاح و هي تعتبر باجماع الاردنيين الشرفاء وسيلة غير مقبولة جملة و تفصيلا في الثقافة الاردنية، و ما هو مقبل في الاردن هو عبر المنافذ و القنوات الدستورية و منظمات المجتمع المدني و التي تجذرت في الاردن منذ قرن من الزمان، اما تلك الوسائل المستحدثة فهي بدعة في المسيرة الاردنية، و نعرف ماهي اولوياتنا و وسائل تحقيق اهدافنا الوطنية.[/justify]
المفضلات