ذم المال
قيل : يا رسول الله ، أي أمتك شر ؟ قال ( الأغنياء ) .
وقال " صلى الله عليه وسلم " : ( سيأتي بعدكم قوم يأكلون أطايب الدنيا وألوانها ، ويلبسون أجمل الثياب وألونها ، لم بطون من القليل لا تشبع وأنفس بالكثير لا تقنع ، عاكفين علي الدنيا ، يغدون ويروحون إليها اتخذوها آلهة من دون إلههم ، ورباً من دون ربهم ، إلي أمرها ينتهون ولهواهم يتبعون ) .
فعزيمة من محمد بن عبد الله لمن أدركه ذلك الزمان ، من عقب عقبكم وخلف خلفكم أن لا يسلم عليهم ، ولا يعود مرضاهم ، ولا يتبع جنائزهم ولا يوقر كبيرهم ، فمن فعل ذلك فقد أعان علي هدم الإسلام ) .
وقال رجل : يا رسول الله ، ما لي لا أحب الموت ؟ فقال : ( هل معك من مال ؟ ) قال نعم يا رسول الله . قال : ( قدم ما لك ، فإن قلب المرء مع ماله إن قدمه أحب أن يلحقه وإن خلفه أحب أن يتخلف معه ) .
وقال " صلى الله عليه وسلم " : ( أخلاء ابن آدم ثلاثة : واحد يتبعه إلي قبض روحه ، والثاني إلي قبره ، والثالث إلي محشره ، فالذي يتبعه إلي قبض روحه فهو ماله ، والذي يتبعه إلي قبره فهو أهله ، والذي يتبعه إلي محشره فهو عمله ) .
وروى أن رجلاً نال من أبي الدرداء وأراه سوءاً ، فقال : اللهم من فعل بي سوءاً فأصح جسمه ، وأطل عمره ، وأكثر ماله ) .
فانظر كيف رأي كثرة المال غاية البلاء مع صحة الجسم ، وطول العمر لأنه لا بد وأن يفضي إلي الطغيان .
اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
المفضلات