قتل عدد من الأشخاص وجرح آخرون اليوم الجمعة برصاص قوات الأمن السورية خلال تفريق مظاهرات في عدد من المدن السورية بينها العاصمة دمشق في يوم أطلق عليه "جمعة العشائر"، يأتي هذا في وقت أطلق فيه الجيش السوري عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمالي غربي البلاد، التي نزح عدد كبير من سكانها إلى تركيا.
وأعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن متظاهرين اثنين قتلا اليوم برصاص عسكريين في بلدة بصرى الحرير في محافظة درعا جنوبي سوريا.
وقال شاهد عيان للجزيرة إن سيارة عسكرية تقل عناصر من الجيش والأمن أطلقت النار على المتظاهرين فقتل اثنان وجرح آخرون.
وأشار شاهد آخر إلى أن السيارة كانت تلاحق عددا من عناصر الجيش الذين انشقوا عن ألويتهم.
من جهتها نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم إن ثمانية أشخاص أصيبوا بينهم اثنان إصابتهما خطيرة في الرأس والصدر بعدما أطلقت قوات الأمن السورية النار على عدة آلاف من المحتجين المطالبين بإسقاط النظام.
وأفادت مواقع المعارضة السورية بخروج مظاهرات في وسط دمشق والمعضمية بريف العاصمة وإدلب ودير الزور ومحافظة درعا وحلب واللاذقية للمطالبة بإسقاط النظام ونصرة بلدة جسر الشغور التي أطلق فيها الجيش هجوما صباح اليوم.
ومن جهة أخرى تحدث التلفزيون السوري عن تجمع عشرات الأشخاص في منطقة القابون بدمشق.
في غضون ذلك أفاد شاهد عيان للجزيرة بأن قوات الأمن أطلقت النار على آلاف المتظاهرين في مدينة حمص، واصفا الحالة التي تعيشها المدينة بالحرب الحقيقية.
الجيش السوري يقصف بشكل عشوائي بلدة جسر الشغور ومحيطها حسب شهود (الجزيرة)
جسر الشغور
وكان التلفزيون الرسمي السوري أعلن أنه استجابة لنداء الأهالي بدأت وحدات الجيش تنفيذ مهامها في منطقة جسر الشغور للسيطرة على القرى المحيطة والقبض على "العصابات المسلحة" التي "روعت السكان وقتلت عناصر من القوات الأمنية".
وكان صحفي يرافق الجيش السوري أكد أن قوات معززة بالدبابات باتت جاهزة للدخول إلى البلدة، بعد تمركزها عند أطرافها منذ الأربعاء.
وقال شاهد عيان للجزيرة إن الجيش السوري يقصف بشكل عشوائي منطقة السلمانية قرب جسر الشغور، وأضاف أن القصف يتركز على القرى المحيطة من الناحية الغربية والشرقية والجنوبية وصولا إلى الجبل الغربي، لافتا إلى أن الأهالي في حالة رعب وذعر، مشيرا إلى أن البلدة تعاني من نقص في المواد التموينية وسط غياب شبه تام لمظاهر الحياة.
وكان شهود عيان أكدوا للجزيرة في وقت سابق أن سكان جسر الشغور يخشون عملية انتقامية لوحت بها السلطات السورية، بعد إعلانها مقتل 120 عسكريا قالت إن جماعات مسلحة نصبت لهم كمينا، لكن ناشطين حقوقيين وشهودا نفوا هذه الواقعة وأكد بعضهم أن هؤلاء قضوا في عملية تمرد داخل المقر العام للأمن العسكري.
في هذه الأثناء أظهرت صور بثت على الإنترنت أشخاصا بزي عسكري يضربون ويركلون مجموعة مكبلة وملقاة على الأرض قرب حمص، مرددين أن هذا الضرب هو جزاء المطالبة بالحرية وإسقاط النظام قبل أن يلتقطوا صورة جماعية فوق أجساد المحتجين.
كما أظهرت صور أخرى -قال الموقع إنها في باب عمرو بضواحي حمص- أشخاصا بزي عسكري ينهالون ضربا وركلا على رجل كهل بلباس مدني وهو يستغيث ويتأوه من الألم.
كما بُثت على الإنترنت صور لمن قال ناشطون إنه مقدم في الفرقة 11 بالجيش السوري، يدعى حسين هرموش، يعلن انشقاقه مع عدد من رفاقه، بسبب ما وصفه بقتل متعمد للمدنيين العزل من قبل أجهزة النظام.
"
شاهد عيان قال للجزيرة إن الجيش السوري يقصف بشكل عشوائي منطقة السلمانية قرب جسر الشغور
"
نزوح متواصل
وفي تركيا قال مراسل الجزيرة في أنقرة عمر خشرم إن هناك مجموعات من السوريين ينتظرون عند الحدود للدخول إلى الأراضي التركية.
وأضاف خشرم أن المصادر الرسمية تفيد بلجوء نحو 2600 سوري إلى تركيا، لكن هناك أكثر من ألفين يتواجدون عند أقاربهم في المناطق الحدودية وهم ليسوا مسجلين على الكشوفات الرسمية.
وأقام الهلال الأحمر التركي مخيما قبل خمسة أسابيع على مشارف يايله داغي المتاخمة للحدود يتسع لخمسمائة شخص، لكن مراسل الجزيرة في هذه القرية نقل عن اللاجئين في المخيم أن عدد اللاجئين تجاوز خمسة آلاف شخص، مما دفع الهلال الأحمر إلى إقامة مخيم ثان لإيوائهم.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات