شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح أحاديث رياض الصالحين باب تعظيم حُرمات المُسلمين
* * *
27- باب تعظيم حُرمات المُسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم
قال الله تعالى
(وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ )(الحج:30)
وقال تعالى:
(وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32)،
(وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)(الحجر:88)،
وقال تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً )(المائدة:32).
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى -:
" باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم"
فالمسلم له حق على أخيه المسلم ، بل له حقوق متعددة ، بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة:
منها : إذا لقيه فليسلم عليه ، يلقي عليه السلام، يقول : السلام عليكم ، ولا يحل له أن يهجر أخاه فوق ثلاث ،
يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
ولكن لك أن تهجره لمدة ثلاثة أيام ، إذا رأيت في هذا مصلحة ، ولك أن تهجره أكثر إذا رأيته على معصية أصرّ عليها
ولم يتب منها ، فرأيت أن هجره يحمله على التوبة ، ولهذا كان القول الصحيح في الهجر أنهم رخصوا فيه خلال ثلاثة
أيام، وما زاد على ذلك فينظر فيه للمصلحة ؛ إن كان فيه خيرٌ فليفعل ، وإلا فلا ، حتى لو جاهر بالمعصية ،
فإذا لم يكن في هجره مصلحة فلا تهجره.
ثم ساق المؤلف عدة آيات منها قوله تعالى :
( وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)(الحج: 30) ،
ومن يعظم حرماته :
أي ما جعله محترماً من الأماكن أو الأزمان أو الأشخاص ، فالذي يعظم حرمات الله فهو خيرٌ له عند ربه ، ومن كان
يكره أو يشق عليه تعظيم هذا المكان كالحرمين مثلاً والمساجد، أو الزمان كالأشهر الحرم "
ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب" وما أشبه ذلك، فليحمل على نفسه وليكرهها على التعظيم .
ومن ذلك تعظيم إخوانه المسلمين ، وتنزيلهم منزلتهم ، فإن المسلم لا يحل له أن يحقر أخاه المسلم ،
قال النبي عليه الصلاة والسلام: " بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"
" بحسب" الباء هنا زائدة والمعنى:
حسبه من الشر أن يحقر أخاه المسلم بقلبه ، أو أن يعتدي فيوق ذلك بلسانه أو بيده على أخيه المسلم ، فإن ذلك حسبه
من الإثم والعياذ بالله ، وكذلك أيضاً تعظيم ما حرمه الله عزّ وجلّ في المعاهدات التي تكون بين المسلمين وبين الكفار،
فإنه لا يحل لأحد أن ينقض عهداً بينه وبين غيره من الكفار .
منقول
المفضلات