كتب- حاتم العبادي- تصنف الجامعات وفق عدة معايير منها ما يتعلق بتبعية تلك الجامعات فيكون هنالك جامعات «الرسمية» وهي التي تتبع للقطاع العام و»الخاصة» تتبع للقطاع الخاص.. ومنها ما يرتبط بالجنسية فهنالك جامعات أجنبية وأخرى (أردنية او محلية).
ومن المعايير ما هو مرتبط بالأوضاع المالية للجامعات، إذ يمكن القول أن هنالك جامعات غنية وجامعة فقيرة وجامعات مكتفية ماليا، رغم ان جميع الجامعات تعاني من عجز في موازناتها بجمالي عجز يزيد عن (6ر115) مليون دينار لهذا العام.
وحدا الوضع المالي لعدد من الجامعات الرسمية، والتي يتراوح عددها بين الثلاث والأربع الى ايجاد نوع جديد من التصنيف جعل من جامعات ما يمكن تصنيفها بأنها»تدار بموازنات شهرية»، لخلو «خزائنها» من الأموال، المطلوبة من أجل استدامة هذه المؤسسات، والمخصصات اللازمة لتغطية الكلف التشغيلية لها، وعلى رأسها رواتب العاملين فيها.
هذا التصنيف، بات حالة واقعية تعاني منه بعض الجامعات الرسمية، وعلى رأسها جامعة مؤتة، التي تشير المعلومات إنها تسّير أحوالها المالية، بسلف لتدبير المستحقات الشهرية.
وهذا الواقع، ليس حالة مستجدة او مخفية، إنما واقع معاش منذ فترة، والجامعة تعاني، وهو ما يؤشر اليه الخطاب الذي وجهه وزير التعليم العالي والبحث العلمي مؤخرا الى رئيس الوزراء، والذي تضمن تحذيرا من عدم «استمرارية الجامعة في تأدية رسالتها التعليمية بكل كفاءة واقتدار».
ومن الجامعات التي تدار بموازنات شهرية.. فإن ما يأتيها من إيرادات من مختلف المصادر يكاد يكفي او يقل عن التزاماتها الشهرية، وهذا الواقع ينطبق على جامعة ال البيت، التي حال الوضع المالي لها، من تنفيذ اية مشاريع تطويرية او مشاريع بنى تحتية.
وهذا الواقع، قد ينطبق على جامعات مثل جامعة الطفيلة التقنية والحسين بن طلال، واللتين عليهما عبء أكبر بحكم المسؤولية تجاه المجتمع المحلي، الذي تأمل وما تزال من تلك المؤسسات دورا أكبر في خدمته وأبنائه.
ما ورد في خطاب وزير التعليم العالي، المتعلق بجامعة مؤتة، يدلل على ذلك عندما أشار الى ان وضع جامعات الجنوب المالي يعاني من ضائقة»ونظرا لاتساع الضائقة المالية التي تعاني منها جامعة مؤتة، وغيرها من جامعات الجنوب».
ورغم الوضع المالي السيء للجامعات، إلا أن حجم الدعم الحكومي للجامعات بتناقص، إذ ان إجمالي الدعم المقدر لهذا العام يبلغ (40) مليون دينار، في حين أن المبلغ الذي سيوزع فعليا على الجامعات سيكون (34) مليون دينار، بعد تحويل ستة ملايين دينار لصالح صندوق دعم الطالب الجامعي.
ويؤشر تواضع حجم الدعم الحكومي للجامعات (34 مليون دينار)، الى ان واقع الجامعات المالي، سيبقى على حاله، او انه مرشح للتفاقم، إذ لا توجد آلية او عملية حساب، يمكن ان توزع الـ(34) مليون دينار بشكل يتناسب او يلائم الوضع المالي للجامعات الرسمية، التي تعاني موازناتها للعام الحالي من عجز وصل الى (633ر115) مليون دينار.
وسجل أعلى عجز في موازنة الجامعة الاردنية، إذ وصل الى (535ر22) مليون دينار، تلتها جامعة مؤتة (986ر17) مليون دينار، فيما كان العجز في أدناه بجامعة الطفيلة (3) مليون دينار.
في حين كان العجز في باقي الجامعات على النحو التالي: اليرموك (673ر5) مليون دينار والعلوم التكنولوجيا (6) مليون والهاشمية (494ر10) مليون وجامعة ال البيت (12) مليون والبلقاء التطبيقية (672ر17) مليون وجامعة الحسين بن طلال (061ر5) مليون والألمانية- الاردنية (197ر15) مليون.
وتتنوع اسباب العجز، إلا انه يمكن اجمالها بداية بتناقص الدعم الحكومي لها، بعد زيادة عدد الجامعات في الفترة الاخيرة، وبات يوزع على عدد جامعات أكبر وخصم جزء منه لصالح صندوق دعم الطالب الجامعي، الى جانب التضخم في الجاز الاداري، وقد يكون سببه اخطاء في الممارسات الادارية من جهة، وعظم المسؤولية الاجتماعية على جامعات الاطراف تحديدا، خصوصا وان تعد المرفق الاقتصادي الوحيد في المناطق المنشأة فيها.
الى جانب ضعف الاقبال على البرامج الموازي وتلك التي رسومها مرتفعة، مما اثر سلبا على مصادر التمويل الذاتي، الى جانب ان جامعات الاطراف تعتمد في عملية تعيين اعضاء هيئة التدريس على الايفاد لضعف الاستقطاب المباشر للعمل فيها، في وقت ان هنالك عزوفا وعدم ايفاء بالالتزامات المترتبة على الموفودين على حسابها.
إضافة الى أن جامعات الاطراف إنشئت في وقت «الغلاء» وان عملية استكمال البنى التحتية، بحكم ارتفاع الاسعار ستكون مكلفة وتثقل كاهل تلك الجامعات، وكذلك باقي الجامعات التي تحتاج دوما الى تطوير البنى التحتية والمرافق فيها.
وتؤكد قيم العجز على أن أيا من الجامعات الرسمية ليست على استعداد للتخلي عن أي مخصصات لها مالية مهما كان حجمه لحاجة الجامعات جميعها لها.. وهذا ما يجعل سيناريو لجأ اليه التعليم العالي العام الماضي، بخصم حجم الدعم المخصص لأربع جامعات رسمية لصالح نظيراتها التي تعاني من أزمات مالية.. ولكن هذا العام الجميع يعاني.. فمن سيتبرع لمن؟.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الله محمود
المفضلات