[IMG]http://www.**********/up/uploads/images/jr7-cbda883b73.gif[/IMG]
تعتبر الأسرة الوحدة الأولى لأي مجتمع من المجتمعات الإنسانية وهي أولى مؤسساته التي تكون العلاقات فيها في الغالب مباشرة وتتم داخلها تنشئة الفرد اجتماعيا ليكتسب منها الكثير من معارفه ومهاراته وميوله وعواطفه واتجاهاته في الحياة .
وفي الأسرة يجد المرء أمنه وسكنه وراحته واستقراره وتلقى الأسرة في الإسلام الاهتمام والرعاية والعناية الكبيرة نظرا لأهميتها الفطرية والجسمية والاجتماعية والروحية والخلقية، والأسرة الناجحة هي القادرة على تأمين تلك المتطلبات لأفرادها .
فالأسرة من حيث المبدأ تلبي حاجات الإنسان الفطرية خاصة الذرية والتناسل وحب الامتداد واستمرار الأثر، وهي خير نموذج وأرقى صورة طبيعية مشروعة تلبي هذه الرغبة لا تؤدي الى اختلاط الأنساب وان مثل هذه الرغبة الملحة يسجلها قرآن يتلى الى يوم القيامة قال تعالى: والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون فمثل هذا الجانب الفطري يؤدي الى بقاء النوع البشري واستمراره والمحافظة عليه من الضعف والفناء والانقراض من أجل عمارة الكون والقيام بواجبات الخلافة ووظائفها التي ألقاها الله سبحانه وتعالى على الجنس الإنساني .
ومن الجوانب الفطرية التي تحققها الأسرة الرعاية التامة للإنسان خاصة وأنه يحتاج الى فترة طويلة من الرعاية بعكس المخلوقات الأخرى، ومثل هذه الرعاية لا يمكن ان تتحقق الا من خلال أمومة وأبوة شرعية وفي ظلال أسرة قوية ومتماسكة.
وتحقق الأسرة للإنسان إشباعاً لحاجاته الجسمية من خلال نظام الزواج الذي يشكل درعا حصينا للمجتمع من الانحراف والفوضى والفساد وانتهاك الأعراض، وتؤمن لكل فرد إشباعا نفسيا وروحيا وعاطفيا مصداقا لقوله تعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة .
وفي نطاق العلاقة بين الزوجين تنمي الأسرة روح الألفة والمودة فيجد كل منهما في كنف الآخر الطمأنينة والراحة والعزاء، وهي التي توجد العلاقة بين الآباء والأبناء فالطفل في مراحل عمره المختلفة يحتاج الى عواطف أمه منذ أن يكون جنينا في بطن أمه ثم طفلا رضيعا ثم في مراحل طفولته المختلفة .
أما الآباء اذا ما عمروا وكبروا كانوا بحاجة ماسة الى من يمنحهم العطف والمحبة والتعهد والرعاية وهذا ما عبرت عنه قوله تعالى: إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) فهذا نداء رباني جلي قوي النبرة يلفت نظر الأبناء الى آبائهم في هذا السن الذي غالبا ما تصرف الأنظار عنهم وتتركز على الفروع الغضة التي تتمثل بالأطفال الصغار.
وتحقق الأسرة حفظ الأنساب وبالتالي المحافظة على صلة الرحم وأداء حق القرابة وإعطاء الفرد قيمة اجتماعية مهمة تتمثل في حمايته من عار جهالة الأصل أو كونه دعيا .
ومن شأن الأسرة حماية المجتمع من الفوضى الجنسية مما يصون الأعراض ويحافظ على عفة النفوس وسلام المجتمع من أمراض فتاكة كالزهري والسيلان والإيدز . ومن مهامها غرس روح الاستعداد فى النفوس لتحمل المسؤولية وتجسيد معنى التكافل الاجتماعي وفي الغالب لا يشعر بمثل هذا الحس الا من كان مسئولا عن أسرة لانها تضع فى نفسه وعقله وقلبه خلق التضحية والإيثار والوفاء والصبر والاحتمال.
والأسرة هي الحلقة الأولى في التربية البدنية كالرضاعة ونظافة البدن والثوب ومراعاة القواعد والآداب الصحية وتعويده على ممارسة الألعاب الرياضية كالفروسية والعدو والسباحة والرماية ولعب الكرة وتعويده على الجد والرجولة وختاما أخي الكريم فان الأسرة تحقق لنا رعاية جسمية واجتماعية وروحية ودينية وعقلية ففيها تتأصل القواعد التربوية كمراعاة حقوق الآخرين والتزام الآداب الاجتماعية العامة والنقد الذاتي.
[IMG]http://www.**********/up/uploads/images/jr7-7a2885dde5.gif[/IMG]
المفضلات