السلام عليكم
كل واحد منا واجه في حياته مصاعب كثيرة وتحديات صعبة وأزمات ظن في لحظة أنه بعدها لن تطأ قدماه الثرى ولن ترى عيناه النور لشدتها .. وكل منا له طريقته الخاصة أو أسلوبه في مواجهة تلك الأزمات والوقوف بعدها لتكون حكاية من كتاب كان ,, وبعضنا يقتبس من ذوي الخبرة طرقهم في التعامل مع الأزمات ..
لكن , الأهم من كل هذا ليس التخلص من المشاكل والخروج من الأزمة كالشعرة من العجينة ففي الحقيقة هذا ليس بإنجاز .. فمن الممكن أن تختصر الطريق عليك للخروج من الأزمة باللامبالاة والتقييم السلبي ومن ثمة الركون والرضا المبتذل .. كمن يتناسى معاناته بشرب كأس من الخمر , ليس هذا ما نريده وننشده من مواجهة الأزمات .. بل التحدي الأكبر كيف تحافظ على سجيتك في التصرف بعد الأزمات .. ألا توافقونني الرأي ؟
لا أنكر أننا عندما نتجاوز الأزمات نشعر بنوع من الراحة , لكن هل هي راحة نفسية محضة أم رد فعل طبيعي لجسم مضغوط يبتغي الإسترخاء فحسب ؟
من هنا فكرت في مدى أهمية الإهتمام بالجانب النفسي بعد التعرض لأي مشكلة , فأغلب الناس لا يزالون تحت تأثير مخدر اسمه " التجربة القاسية أو الأزمة القاتلة " فتجده هائما مبحرا في أحلام يقظة لا تنتهي , يغيب عن الواقع كثيرا .. يتأمل في اللاشيء ساعات متواصلة دون هدف .. وأحيانا - وهذا هو الأهم - يتولد لديه انطباع قاسي وهاجس يرافقه طيلة حياته كالتخوف والشعور بالإحباط وعدم الإرتياح للأشخاص ونسج الحكايات الخيالية التي يقتبسها من تجربته فتصبح فيلما دراميا تبكي له القلوب .. فيرويه لكل من هب ودب رغبة في استعطاف من حوله .. وهذا هو الضعف الذي أحببت أن أصل إليه .. الضعف بعد الأزمة له تجليات عدة من بينها ما ذكرت آنفا ..
كيف نتعامل مع هذا الضعف ؟
- في حالة الضعف التي ذكرناها يكون الإنسان أحوج إلى الإحتواء وإيجاد يد رحيمة تربت على كتفه وتمسح دمعهدون أن تحاسبه , وسأركز على هذه النقطة بالذات , لأنك عندما تحاسبا شخصا ضعيفا منطويا على نفسه فسيضيف تلك المحاسبة إلى قائمة أفلامه الدرامية التي أنتجها في مشواره مع الأزمات .. فيعتبر ذلك نوعا من الظلم والقهر والريبة المفتعلة وربما يتطور الأمر إلى رغبة في الإنتقام منك .. أي نعم ..
- النقطة الثانية في كيفية تعاملنا مع هؤلاء هي النصح والإرشاد والتذكير بأهمية اللجوء إلى الله تعالى والتوكل عليه والتحصن بالقيم والأخلاق التي تغنينا عن كل طبيبي نفسي ..
- وأخيرا يجب على الإنسان نفسه أن يراقب طريقة تفكيره ويتخلص من الهواجس الأولية قبل أن تتطور إلى أعمال درامية أو فكاهية حتى ..
وفي الأول والأخير ..
حافظ على سجيتك
المفضلات